الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٧
الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عمرو بن قيس رضي الله عنه في قوله سأستغفر لكم ربى قال في صلاة الليل * وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال إن الله لما جمع ليعقوب عليه السلام شمله ببنيه وأقر عينه خلا ولده نجيا فقال بعضهم لبعض ألستم قد علمتم ما صنعتم وما لقى منكم الشيخ فجلسوا بين يديه ويوسف إلى جنب أبيه قاعد قالوا يا أبانا أتيناك في أمر لم نأتك في مثله قط ونزل بنا أمر لم ينزل بنا مثله حتى حركوه والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ارحم البرية فقال مالكم يا بنى قالوا ألست قد علمت ما كان منا إليك وما كان منا إلى أخينا يوسف قالا بلى قالوا أفلستما قد عفوتما قالا بلى قالوا فان عفوكما لا يغنى عنا شيئا ان كان الله لم يغن عنا قال فما تريدون يا بنى قالوا نريد ان تدعو الله فإذا جاءك من عند الله بأنه قد عفا قرت أعيننا واطمأنت قلوبنا والا فلا قرة عين في الدنيا لنا أبدا قال فقام الشيخ فاستقبل القبلة وقام يوسف خلف أبيه وقاموا خلفهما أذلة خاشعين فدعا وأمن يوسف فلم يجب فيهم عشرين سنة حتى إذا كان رأس العشرين نزل جبريل عليه السلام على يعقوب عليه السلام فقال إن الله بعثني أبشرك بأنه قد أجاب دعوتك في ولدك وانه قد عفا عما صنعوا وانه قد اعتقد مواثيقهم من بعدك على النبوة * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال لما جمع الله ليعقوب عليه السلام بنيه قال ليوسف حدثني ما صنع بك إخوتك قال فابتدأ يحدثه فغشى عليه جزعا فقال يا أبت هذا من أهون ما صنعوا بي فقال لهم يعقوب عليه السلام يا بنى أما لكم موقف بين يدي الله تخافون أن يسألكم عما صنعتم قالوا يا أبانا قد كان ذاك فاستغفر لنا قال وقد كان الله تبارك وتعالى عود يعقوب عليه السلام إذا سأله حاجة أن يعطيها إياه في أول يوم أو في الثاني أو الثالث لا محالة فقال إذا كان السحر فأفيضوا عليكم من الماء ثم البسوا ثيابكم التي تصونوها ثم هلموا إلى ففعلوا فجاؤوا فقام يعقوب امامهم ويوسف عليه السلام خلفه وهم خلف يوسف إلى أن طلعت الشمس لم تنزل عليهم التوبة ثم اليوم الثاني ثم اليوم الثالث فلما كانت ليلة الرابعة ناموا فجاءهم يعقوب عليه السلام فقال يا بنى تنامون والله عليكم ساخط فقوموا فقام وقاموا عشرين سنة يطلبون إلى الله الحاجة فأوحى الله إلى يعقوب عليه السلام انى قد تبت عليهم وقبلت توبتهم قال يا رب النبوة قال قد أخذت ميثاقهم في النبيين * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عائشة قال ما تيب على ولد يعقوب الا بعد عشرين سنة وكان أبوهم بين أيديهم فما تيب عليهم حتى نزل جبريل عليه السلام فعلمه هذا الدعاء يا رجاء المؤمنين لا تقطع رجاءنا يا غياث المؤمنين أغثنا يا مانع المؤمنين امنعنا يا مجيب التائبين تب علينا قال فأخره إلى السحر فدعا به فتيب عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الليث بن سعد ان يعقوب وإخوة يوسف أقاموا عشرين سنة يطلبون فيما فعل إخوة يوسف بيوسف لا يقبل ذلك منهم حتى لقى جبريل يعقوب فعلمه هذا الدعاء يا رجاء المؤمنين لا تخيب رجائي ويا غوث المؤمنين أغثني ويا عون المؤمنين أعنى يا حبيب التوابين تب على فاستجيب لهم * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله سوف أستغفر لكم ربى إلى قوله إن شاء الله آمنين قال يوسف أستغفر لكم ربى إن شاء الله وبين هذا وبين ذاك ما بينه قال وهذا من تقديم القرآن وتأخيره قال أبو عبيد ذهب ابن جريج إلى أن الاستثناء في قوله إن شاء الله من كلام يعقوب عليه السلام حين قال ادخلوا مصر * وأخرج ابن جرير عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال ما قص الله علينا نبأهم يعيرهم بذلك انهم أنبياء من أهل الجنة ولكن قص علينا نبأهم لئلا يقنط عبده * قوله تعالى (فلما دخلوا على يوسف) الآيتين * أخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال دخل يعقوب عليه السلام مصر وفى ملك يوسف عليه السلام وهو ابن مائة وثمانين سنة عاش في ملكه ثلاثين سنة ومات يوسف عليه السلام وهو ابن مائة وعشرين سنة قال أبو هريرة رضي الله عنه وبلغني انه كان عمر إبراهيم خليل الله مائة وخمسة وتسعين سنة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله آوى إليه أبويه قال أبوه وأمه ضمهما * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه في قوله ورفع أبويه على العرش قال أبوه وخالته وكانت توفيت أم يوسف في نفاس أخيه بنيامين * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عيينة ورفع أبويه قال كانت الخالة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست