الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٤٦
عنه في الآية قال إذا رأت الدم هش الولد وإذا لم تر الدم عظم الولد * وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول رضي الله عنه قال الجنين في بطن أمه لا بطلب ولا يحزن ولا يغتم وانما يأتيه رزقه في بطن أمه من دم حيضتها فمن ثم لا تحيض الحامل فإذا وقع إلى الأرض استهل واستهلاله استنكارا لمكانه فإذا قطعت سرته حول الله رزقه إلى ثدي أمه حتى لا يطلب ولا يغتم ولا يحزن ثم يصير طفلا يتناول الشئ بكفه فيأكله فإذا بلغ قال أنى لي بالرزق يا ويحك غذاك وأنت في بطن أمك وأنت طفل صغير حتى إذا اشتددت وعقلت قلت انى لي بالرزق ثم قرأ مكحول رضي الله عنه يعلم ما تحمل كل أنثى الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وكل شئ عنده بمقدار رأى بأجل حفظ أرزاق خلقه وآجالهم وجعل لذلك أجلا معلوما * قوله تعالى (عالم الغيب والشهادة) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عالم الغيب والشهادة قال السر والعلانية * واخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله سواء منكم من أسر القول ومن جهر به قال من أسره وأعلنه عنده سواء ومن هو مستخف بالليل راكب رأسه في المعاصي وسارب بالنهار قال ظاهر بالنهار بالمعاصي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه سواء منكم من أسر القول ومن جهر به قال كل ذلك عنده سواء السر عنده علانية والظلمة عنده ضوء * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال يعلم من السر ما يعلم من العلانية ويعلم من العلانية ما يعلم من السر ويعلم من الليل ما يعلم من النهار ويعلم من النهار ما يعلم من الليل * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وسارب بالنهار قال الظاهر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار قال هو صاحب ريبة مستخف بالليل وإذا خرج بالنهار أرى الناس انه برئ من الاثم * قوله تعالى (له معقبات) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني في الكبير وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء بن يسار رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان أربد بن قيس وعامر بن الطفيل قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إليه وهو جالس فجلسا بين يديه فقال عامر ما تجعل لي ان أسلمت قال النبي صلى الله عليه وسلم لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال أتجعل لي ان أسلمت الامر من بعدك قال ليس لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل قال فاجعل لي الوبر ولك المدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا فلما قفى من عنده قال لأملأنها عليك خيلا ورجالا قال النبي صلى الله عليه وسلم يمنعك الله فلما خرج أربد وعامر قال عامر يا أربد انى سألهي محمدا عنك بالحديث فاضربه بالسيف فان الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب فسنعطيهم الدية فقال أربد افعل فأقبلا راجعين فقال عامر يا محمد قم معي أكلمك فقام معه فخليا إلى الجدار ووقف معه عامر يكلمه وسل أربد السيف فلما وضع يده على سيفه يبست على قائم السيف فلا يستطيع سل سيفه وأبطأ أربد على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع فانصرف عنهما وقال عامر لأربد مالك حشمت قال وضعت يدي على قائم السيف فيبست فلما خرج عامر واربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانا بحرة واقم نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقال أشخصا يا عدوى الله لعنكما الله ووقع بهما فقال عامر من هذا يا سعد فقال سعد هذا أسيد بن حضير الكتائب قال اما والله ان كان حضير صديقا لي حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته وخرج عامر حتى إذا كان بالخريب أرسل الله عليه قرحة فأدركه الموت فيها فأنزل الله الله يعلم ما تحمل كل أنثى إلى قوله له معقبات من بين يديه قال المعقبات من أمر الله يحفظون محمدا صلى الله عليه وسلم ثم ذكرا وبد وما قتله فقال هو الذي يريكم البرق إلى قوله وهو شديد المحال * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه قال هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يحفظونه من أمر الله قال عن أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يحفظونه من أمر الله قال ذلك الحفظ من أمر الله بأمر الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست