إذا صبر نجاه الله بصبره لان الله يقول إنه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع أجر المحسنين * قوله تعالى (قالوا تالله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وذلك بعد ما عرفهم نفسه لقوا رجلا حليما لم يبث ولم يثرب عليهم أعمالهم * قوله تعالى (قال لا تثريب عليكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله لا تثريب قال لا تعيير * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لا تثريب قال لا إباء * وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال لما استفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة التفت إلى الناس فقال ماذا تقولون وماذا تظنون قالوا ابن عم كريم فقال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أهل مكة ماذا تظنون ماذا تقولون قالوا نظن خيرا ونقول خيرا ابن عم كريم قد قدرت قال فإني أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين * واخرج البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين ثم أتى الكعبة فاخذ بعضادتي الباب فقال ماذا تقولون وماذا تظنون قالوا نقول ابن أخ وابن عم حليم رحيم فقال أقول كما قال يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الاسلام * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال طلب الحوائج إلى الشباب أسهل منها إلى الشيوخ ألم تر إلى قول يوسف لا تثريب عليكم اليوم وقال يعقوب عليه السلام سوف استغفر لكم ربى * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال أما والله ما سمعنا بعفو قط مثل عفو يوسف * قوله تعالى (اذهبوا بقميصي هذا) * أخرج الحكيم الترمذي وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال لما كان من أمر إخوة يوسف ما كان كتب يعقوب إلى يوسف وهو لا يعلم أنه يوسف بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إلى عزيز آل فرعون سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله الا هو أما بعد فانا أهل بيت مولع بنا أسباب البلاء كان جدي إبراهيم خليل الله عليه السلام ألقي في النار في طاعة ربه فجعلها عليه الله بردا وسلاما وأمر الله جدي ان يذبح له أبى ففداه الله بما فداه الله به وكان لي ابن وكان من أحب الناس إلى ففقدته فاذهب حزني عليه نور بصرى وكان له أخ من أمه كنت إذا ذكرته ضممته إلى صدري فاذهب عنى وهو المحبوس عندك في السرقة وإني أخبرك انى لم أسرق ولم ألد سارقا فلما قرأ يوسف عليه السلام الكتاب بكى وصاح وقال اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله اذهبوا بقميصي هذا ان نمرود لما ألقى إبراهيم في النار نزل إليه جبريل بقميص من الجنة وطنفسة من الجنة فألبسه القميص وأقعده على الطنفسة وقعد معه يتحدث فأوحى الله إلى النار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ولولا أنه قال وسلاما لآذاه البرد ولقتله البرد * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا خير البشر فقال ذاك يوسف صديق الله ابن يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله ان الله كسى إبراهيم ثوبا من الجنة فكساه إبراهيم إسحاق فكساه إسحاق يعقوب فاخذه يعقوب فجعله في قصبة حديد وعلقه في عنق يوسف ولو علم إخوته إذ ألقوه في الجب لأخذوه فلما أراد الله أن يرد يوسف على يعقوب وكان بين رؤياه تعبيرها أربعين سنة أمر البشير ان يبشره من ثمان مراحل فوجد يعقوب ريحه فقال انى لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون فلما ألقاه على وجهه ارتد بصير أو ليس يقع شئ من الجنة على عاهة من عاهات الدنيا الا أبرأها بإذن الله تعالى * وأخرج ابن أبي حاتم عن المطلب بن عبد الله بن حنطب رضي الله عنه قال لما ألقى إبراهيم في النار كساه الله تعالى قميصا من الجنة فكساه إبراهيم إسحاق وكساه إسحاق يعقوب وكساه يعقوب يوسف فطواه وجعله في قصبة فضة فجعله في عنقه وكان في عنقه حين ألقى في الجب وحين سجن وحين دخل عليه إخوته وأخرج القميص من القصبة فقال اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا فشم يعقوب عليه السلام ريح الجنة وهو بأرض كنعان بأرض فلسطين فقال انى لأجد ريح يوسف * قوله تعالى (وائتوني
(٣٤)