الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٤
* وأخرج ابن المبارك في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن عون بن عبد الله قال إن الله ليدخل خلقا الجنة فيعطيهم حتى يملوا وفوقهم ناس في الدرجات العلى فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولن يا ربنا إخواننا كنا معهم فبم فضلتهم علينا فيقال هيهات هيهات انهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويظمأون حين تروون ويقومون حين تنامون ويستحصون حين تختصون * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن عمير قال إن الرجل وعبده يدخلان الجنة فيكون عبده أرفع درجة منه فيقول يا رب هذا كان عبدي في الدنيا فيقال انه كان أكثر ذكر الله تعالى منك * وأخرج أبو داود وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء وان أبا بكر وعمر منهم وأنعما * قوله تعالى (ولقد أوحينا) الآيات * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا قال يابسا ليس فيه ماء ولا طين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله طريقا في البحر يبسا قال يابسا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال قال أصحاب موسى هذا فرعون قد أدركنا وهذا البحر قد عمنا فأنزل الله لا تخاف دركا ولا تخشى من البحر غرقا ولا وحلا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا تخاف دركا قال من آل فرعون ولا تخشى من البحر غرقا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فغشيهم من اليم قال البحر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تطغوا فيه قال الطغيان فيه أن يأخذه بغير حله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم في قوله فيحل عليكم غضبى قال فينزل عليكم غضبى وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش انه قرأ ومن يحلل عليه غضبى بكسر اللام على تفسير من يجب عليه غضبى * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله ومن يحلل عليه غضبى قال إن غضبه خلق من خلقه يدعوه فيكلمه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فقد هوى قال شقي * وأخرج ابن أبي حاتم عن سقى بن ماتع ان في جهنم قصرا يرمى الكافر من أعلاه فيهوى في جهنم أربعين قبل أن يبلغ الصلصال فذلك قوله ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس وإني لغفار لمن تاب قال من الشرك وآمن قال وحد الله وعمل صالحا قال أدى الفرائض ثم اهتدى قال لم يشك * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي عن ابن عباس في قوله وإني لغفار الآية قال تاب من الذنب وآمن من الشرك وعمل صالحا فيما بينه وبين ربه ثم اهتدى علم أن لعمله ثوابا يجزى عليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ثم اهتدى قال ثم استقام لفرقة السنة والجماعة * وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والبيهقي في الشعب من طريق عمرو بن ميمون عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال فعجل موسى إلى ربه فقال الله وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب لترضى قال فرأى في ظل العرش رجلا فعجب له فقال من هذا يا رب قال لا أحدثك حديثه لكن سأحدثك بثلاث فيه كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ولا يعق والديه ولا يمشى بالنميمة * وأخرج ابن مردويه عن وهب بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لما وعد موسى أن يكلمه خرج للوقت الذي وعده فبينما هو يناجى ربه إذ سمع خلفه صوتا فقال إلهي انى اسمع خلفي صوتا قال لعل قومك ضلوا قال إلهي من أضلهم قال السامري قال كيف أضلهم قال صاغ لهم عجلا جسدا له خوار قال إلهي هذا السامري صاغ لهم العجل فمن نفخ فيه الروح حتى صار له خوار قال أنا يا موسى قال فبعزتك ما أضل قومي أحد غيرك قال صدقت قال يا حكيم الحكماء لا ينبغي حكيم ان يكون أحكم منك * وأخرج ابن جرير في تهذيبه عن راشد بن سعد قال إن موسى لما قدم على ربه واعد قومه أربعين ليلة قال يا موسى ان قومك قد افتتنوا من بعدك قال يا رب كيف يفتتنون وقد نجيتهم من فرعون ونجيتهم من البحر وأنعمت عليهم وفعلت بهم قال يا موسى انهم اتخذوا من بعدك عجلا له خوار قال يا رب فمن جعل فيه الروح قال أنا قال فأنت يا رب أضللتهم قال يا موسى يا رأس
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست