الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٦
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه قال إن جبريل لما نزل فصعد بموسى إلى السماء بصر به السامري من بين الناس فقبض قبضة من أثر الفرس وحمل جبريل موسى خلفه حتى إذا دنا من باب السماء صعد وكتب الله الألواح وهو يسمع صرير الأقلام في الألواح فلما أخبره ان قومه قد فتنوا من بعده نزل موسى فاخذ العجل فأحرقه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان السامري من أهل كرمان * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال انطلق موسى إلى ربه فكلمه فلما كلمه قال له ما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى قال فانا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري فلما خبره خبرهم قال يا رب هذا السامري أمرهم أن اتخذوا العجل أرأيت الروح من نفخها فيه قال الرب أنا قال يا رب فأنت إذا أضللتهم ثم رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال حزينا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا إلى قوله ما أخلفنا موعدك بملكنا يقول بطاقتنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم يقول من حلى القبط فقذفناها فكذلك ألقى السامري فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار فعكفوا عليه يعبدونه وكان يخور ويمشي فقال لهم هارون يا قوم انما فتنتم به يقول ابتليتم بالعجل قال فما خطبك يا سامري ما بالك إلى قوله وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليك عاكفا لنحرقنه قال فاخذه فذبحه ثم خرقه بالمبرد يعنى سحقه ثم ذراه في اليم فلم يبق نهر يجرى يومئذ الا وقع فيه منه شئ ثم قال لهم موسى اشربوا منه فشربوا فمن كان يحبه خرج على شاربيه الذهب فذلك حين يقول واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قال فلما سقط في أيدي بني إسرائيل حين جاء موسى ورأوا انهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين فأبى الله أن يقبل توبة بني إسرائيل الا بالحال التي كرهوا انهم كرهوا ان يقاتلوهم حين عبدوا العجل فقال موسى يا قوم انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم فاجتلد الذين عبدوه والذين لم يعبدوه بالسيوف فكان من قتل من الفريقين شهيدا حتى كثر القتل حتى كادوا أن يهلكوا حتى قتل منهم سبعون ألفا وحتى دعا موسى وهرون ربنا هلكت بنو إسرائيل ربنا البقية البقية فأمرهم أن يضعوا السلاح وتاب عليهم فكان من قتل منهم كان شهيدا ومن بقى كان مكفرا عنه فذلك قوله تعالى فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم ثم إن الله تعالى أمر موسى أن يأتيه في ناس من بني إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل فواعدهم موعدا فاختار موسى سبعين رجلا ثم ذهب ليعتذروا من عبادة العجل فلما أتوا ذلك قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فإنك قد كلمته فأرناه فاخذتهم الصاعقة فماتوا فقام موسى يبكى ويدعو الله ويقول رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتهم وقد أهلكت خيارهم رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا فأوحى الله إلى موسى ان هؤلاء السبعين ممن اتخذوا العجل فذلك حين يقول موسى ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أفطال عليكم العهد يقول الوعد وفى قوله فأخلفتم موعدي يقول عهدي وفى قوله ما أخلفنا موعدك بملكنا بأمر ملكنا ولكنا حملنا أوزارا قال أثقالا من زينة القوم وهي الحلي الذي استعاروه من آل فرعون فقذفناها قال فألقيناها فكذلك ألقى السامري قال كذلك صنع فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار قال حفيف الريح فيه فهو خواره والعجل ولد البقرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تهلكنا قال تأمرنا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ما أخلفنا موعدك بملكنا قال بطاقتنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله بملكنا قال بسلطاننا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن يحيى انه قرأ بملكنا وملكنا واحد * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم في قوله هذا إلهكم واله موسى فنسى قال نسى موسى ان يذكر لكم ان هذا إلهه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه فنسى قال همم يقولونه قومه أخطأ الرب العجل أفلا يرون ان لا يرجع إليهم قولا قال العجل ولا يملك لهم ضرا قال ضلالة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ان لا تتبعني قال تدعهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال أمره موسى أن يصلح ولا يتبع سبيل المفسدين فكان من اصلاحه أن ينكر
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست