الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢٧١
في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وجعلني مباركا أينما كنت قال معلما للخير * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال الذي يعلم الناس الخير يستغفر له كل دابة حتى الحوت في البحر * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وجعلني مباركا قال هاديا مهديا * وأخرج البيهقي في الشعب وابن عساكر عن مجاهد وجعلني مباركا قال نفاعا للناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن نوف وبرا بوالدتي أي ليس لي أب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولم يجعلني جبارا شقيا يقول عصيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان قال الجبار الشقي الذي يقبل على الغضب * وأخرج ابن أبي حاتم عن العوام بن حوشب قال إنك لا تكاد تجد عاقا الا تجده جبارا ثم قرأ وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال فقرات ابن آدم ثلاث يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث وهي التي ذكر عيسى في قوله والسلام على الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن عساكر من طريق مجاهد عن ابن عباس قال ما تكلم عيسى بعد الآيات التي تكلم بها حتى بلغ مبلغ الصبيان * وأخرج ابن عساكر عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة ان الله أطلق لسان عيسى مرة أخرى في صباه فتكلم ثلاث مرات حتى بلغ ما يبلغ الصبيان يتكلمون فتكلم محمدا بتحميد لم تسمع الآذان بمثله حيث أنطقه طفلا فقال اللهم أنت القريب في غلوك المتعالى في دنوك الرفيع على كل شئ من خلقك أنت الذي نفذ بصرك في خلقك وحارت الابصار دون النظر إليك أنت الذي غشيت الابصار دونك تسبح لك العليا في النور وتشعشع بك البناء الرفيع في المتباعدات التي جلبت حندس الظلم بنورك أنت الذي أشرقت بضوء نورك دج الظلام وتلالات بعظمتك أركان العرش نورا فلم يبلغ أحد بصفته صفتك فتباركت اللهم خالق الخلق بعزتك مقدر الأمور بحكمتك مبتدئ الخلق بعظمتك ثم أمسك الله لسانه حتى بلغ * قوله تعالى (ذلك عيسى بن مريم) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ذلك عيسى بن مريم قول الحق قال لله عز وجل الحق * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الذي فيه يمترون قال اجتمع بنو إسرائيل فاخرجوا منهم أربعة نفر اخرج من كل قوم عالمهم فاشتوروا في عيسى حين رفع فقال أحدهم هو الله هبط إلى الأرض فأحيى من أحيى وأمات من أمات ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية فقالت الثلاثة كذبت ثم قال اثنان منهم للثالث قل فيه فقال هو ابن الله وهم النسطورية فقال اثنان كذبت ثم قال أحد الاثنين للآخر قل فيه قال هو ثالث ثلاثة الله إله وعيسى إله وأمه إله وهم الإسرائيلية وهم ملوك النصارى فقال الرابع كذبت هو عبد الله ورسوله وروحه من كلمته وهم المسلمون فكان لكل رجل منهم اتباع على ما قال فاقتتلوا فظهر على المسلمين فذلك قول الله ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس قال قتادة وهم الذين قال الله فاختلف الأحزاب من بينهم قال اختلفوا فيه فصاروا أحزابا فاختلف القوم فقال المرء المسلم أنشدكم هل تعلمون ان عيسى كان يطعم الطعام وان الله لا يطعم الطعام قالوا اللهم نعم قال فهل تعلمون ان عيسى كان ينام وان الله لا ينام قالوا اللهم نعم فخصمهم المسلمون فانسل القوم فذكر لنا ان اليعقوبية ظهرت يومئذ وأصيب المسلمون فأنزل الله في ذلك القرآن فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فاختلف الأحزاب من بينهم قال هم أهل الكتاب * قوله تعالى (أسمع بهم وأبصر) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس اسمع بهم وأبصر يقول الكفار يومئذ اسمع شئ وأبصره وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله اسمع بهم وابصر قال اسمع قوم وأبصر قوم يوم يأتوننا قال ذلك والله يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم في قوله أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا قال والله ذلك يوم القيامة سمعوا حين لم ينفعهم السمع وأبصروا حين لم ينفعهم البصر * قوله تعالى (وأنذرهم يوم الحسرة) * أخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يجاء بالموت كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا فيشرفون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم يقال له يا أهل النار هل تعرفون هذا فيشرفون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه فيؤمر
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست