الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٤
سليني ما شئت فإنك لن تسأليني شيئا الا أعطيتك فإذا قال لك قولي فقولي لا أسألك شيئا الا رأس يحيى وكانت الملوك إذا تكلم أحدهم بشئ على رؤس الملا ثم لم يمض له نزع من ملكه ففعلت ذلك فجعل يأتيه الموت من قتله يحيى وجعل يأتيه الموت من خروجه من ملكه فاختار ملكه فقتله فساخت بأمها الأرض قال ابن جدعان فحدثت بهذا الحديث ابن المسيب فقال أما أخبرك كيف كان قتل زكريا قلت لا قال إن زكريا حيث قتل ابنه انطلق هاربا منهم واتبعوه حتى أتى على شجرة ذات ساق فدعته إليها فانطوت عليه وبقيت من ثوبه هدبة تلعبها الريح فانطلقوا إلى الشجرة فلم يجدوا أثره عندها فنظروا تلك الهدبة فدعوا المنشار فقطعوا الشجرة فقطعوه فيها * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمرو قال التي قتلت يحيى بن زكريا امرأة ورثت الملك عن آبائها فاتيت برأس يحيى وهي على سريرها فقال للأرض خذيها فاخذتها وسريرها فذهب بها * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن عبد الله بن الزبير ان ملكا أراد أن يتزوج ابنة أخيه فاستفتى يحيى بن زكريا فقال لا تحل لك فسألت قتله فبعث إليه وهو في محرابه يصلى فذبحوه ثم خروا رأسه وأتوا به الملك فجعل الرأس يقول لا يحل لك ما تريد * وأخرج ابن عساكر عن ابن شوذب قال قال يحيى بن زكريا للذي جاء يحز رأسه أما تعلم انى نبي قال بلى ولكني مأمور * وأخرج الحاكم وابن عساكر عن ابن عباس قال أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم انى قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا * وأخرج ابن عساكر عن شمر بن عطية قال قتل على الصخرة التي في بيت المقدس سبعون نبيا منهم يحيى بن زكريا * وأخرج ابن عساكر عن قرة قال ما بكت السماء على أحد الا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي وحمرتها بكاؤها * وأخرج أحمد في الزهد عن خالد بن ثابت الربعي قال لما قتل فجرة بني إسرائيل يحيى بن زكريا أوحى الله إلى نبي من أنبيائهم أن قل لبني إسرائيل إلى متى تجترؤون على أن تعصوا أمري وتقتلوا رسلي وحتى متى أضممكم في كنفي كما تضم الدجاجة أولادها في كنفها فتجترؤون على اتقوا لا أواخذكم بكل دم كان بين ابني آدم ويحيى بن زكريا واتقوا ان أصرف عنكم وجهي فاني ان صرفت عنكم وجهي لا أقبل عليكم إلى يوم القيامة * وأخرج أحمد عن سعيد بن جبير قال لما قتل يحيى عليه السلام قال بعض أصحابه لصاحب له ابعث إلى بقميص نبي الله يحيى أشمه فيبعث به إليه فإذا سداه ولحمته ليف * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن يونس بن عبيد قال بلغنا أنه كان رجل يجور على مملكته ويعدى عليهم فائتمروا بقتله فقالوا نبي الله زكريا بين أظهرنا فلو أتيناه فاتوا منزله فإذا فتاة جميلة رائعة قد أشرق لها البيت حسنا فقالوا من أنت قالت امرأة زكريا فقالوا فيما بينهم كنا نرى نبي الله لا يريد الدنيا فإذا هو عنده امرأة من أجمل النساء ثم انهم رواه في عمل عند قوم يعمل لهم حتى إذا حضر غداؤه قرب رغيفين فاكل ولم يدعهم ثم قام فعمل بقية عمله ثم علق خفيه على عنقه والمسحاة والكساء قال ما حاجتكم قالوا قد جئنا لأمر ولقد كاد يغلبنا ما رأينا على ما جئنا له قال فهاتوا قالوا أتينا منزلك فإذا امرأة جميلة رائعة وكنا نرى نبي الله لا يريد الدنيا فقال انى انما تزوجت امرأة جميلة رائعة لأكف بها بصرى وأحفظ بها فرجى فخرج نبي الله مما قالوا قالوا ورأيناك قدمت رغيفين فأكلت ولم تدعنا قال إن القوم استأجروني على عمل فخشيت أن أضعف عن عملهم ولو أكلتم معي لم يكفني ولم يكفكم فخرج نبي الله مما قالوا قالوا ورأيناك وضعت خفيك على عنقك والمسحاة والكساء فقال إن هذه الأرض جديدة وكرهت أن أنقل تراب هذه في هذه فخرج نبي الله مما قالوا قالوا ان هذا الملك يجور علينا ويظلمنا وقد ائتمرنا لقتاله قال أي قوم لا تفعلوا فان إزالة جبل من أصله أهون من إزالة ملك مؤجل والله أعلم * قوله تعالى (واذكر في الكتاب مريم) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله إذ انتبذت أي انفردت من أهلها مكانا شرقيا قال قبل المشرق شاسعا متنحيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله انتبذت من أهلها مكانا شرقيا قال مكانا أظلتها الشمس أن يراها أحد منهم * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال انما اتخذت النصارى المشرق قبلة لان مريم اتخذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذوا ميلاده قبلة وانما سجدت اليهود على حرف حين نتق فوقهم الجبل فجعلوا يتخوفون وهم ينظرون إليه يتخوفون أن يقع عليهم فسجدوا سجدة رضيها الله فاتخذوها سنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»
الفهرست