الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢١٧
طعاما يعنى أطهر لانهم كانوا يذبحون الخنازير * قوله تعالى (وكذلك أعثرنا عليهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وكذلك أعثرنا عليهم قال اطلعنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال دعا الملك شيوخا من قومه فسألهم عن أمرهم فقالوا كان ملك يدعى دقيوس وان فتية فقدوا في زمانه وانه كتب أسماءهم في الصخرة التي كانت على باب المدينة فدعا بالصخرة فقرأها فإذا فيها أسماؤهم ففرح الملك فرحا شديدا وقال هؤلاء قوم كانوا قد ماتوا فبعثوا ففشا فيهم ان الله يبعث الموتى فذلك قوله وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا ان وعد الله حق وان الساعة لا ريب فيها فقال الملك لاتخذن عند هؤلاء القوم الصالحين مسجدا فلأعبدن الله فيه حتى أموت فذلك قوله قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قال الذين غلبوا على أمرهم قال هم الامراء أو قال السلاطين * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال بنى عليهم الملك بيعة فكتب في أعلاها أبناء الأراكنة أبناء الدهاقين * قوله تعالى (سيقولون ثلاثة) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله سيقولون ثلاثة قال اليهود ويقولون خمسة قال النصارى * وأخرج ابن أبي حاتم وعبد الرزاق عن قتادة في قوله رجما بالغيب قال قذفا بالظن * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مسعود رضي الله عنه في قوله ما يعلمهم الا قليل قال نأمن القليل كانوا سبعة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن سعد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله ما يعلمهم الا قليل قال انا من القليل كانوا سبعة * وأخرج الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما يعلمهم الا قليل قال انا من القليل مكسلمينا وتمليخا وهو المبعوث بالورق إلى المدينة ومرطوس ونينونس ودردونس وكفاشطهواس ومنطفوا سيسوس وهو الراعي والكلب اسمه قطمير دون الكردي وفوق القبطي الألطم فوق القبطي قال أبو عبد الرحمن بلغني ان من كتب هذه الأسماء في شئ وطرحه في حريق سكن الحريق * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال كل شئ في القرآن قليل والا قليل فهو دون العشرة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فلا تمار فيهم يقول حسبك ما قصصت عليك * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فلا تمار فيهم الامراء ظاهرا قال يقول الا ما أظهرنا لك من أمرهم ولا تستفت فيهم منهم أحدا قال يقول لا تسأل اليهود عن أصحاب الكهف الا ما قد أخبرناك من أمرهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فلا تمار فيهم الآية قال حسبك ما قصصنا عليك * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله ولا تستفت فيهم منهم أحدا قال اليهود والله أعلم * قوله تعالى (ولا تقولن لشئ انى فاعل) الآية * أخرج ابن المنذر عن مجاهد أن قريشا اجتمعت فقالوا يا محمد قد رغبت عن ديننا ودين آبائنا فما هذا الدين الذي جئت به قال هذا دين جئت به من الرحمن فقالوا انا لا نعرف الرحمن الا رحمن اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب ثم كاتبوا اليهود فقالوا قد نبع فينا رجل يزعم أنه نبي وقد رغب عن ديننا ودين آبائنا ويزعم أن الذي جاء به من الرحمن قلنا لا نعرف الرحمن الا رحمن اليمامة وهو أمين لا يخون وفى لا يغدر صدوق لا يكذب وهو في حسب وثروة من قومه فاكتبوا إلينا بأشياء نسأله عنها فاجتمعت يهود فقالوا ان هذا لوصفه وزمانه الذي يخرج فيه فكتبوا إلى قريش ان سلوه عن أمر أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح فان يكن الذي أتاكم به من الرحمن فان الرحمن هو الله عز وجل وان يكن من رحمن اليمامة فينقطع فلما أتى ذلك قريشا أتى الظفر في أنفسها فقالوا يا محمد قد رغبت عن ديننا ودين آبائك فحدثنا عن أمر أصحاب الكهف وذي القرنين والروح قال ائتوني غدا ولم يستثن فمكث جبريل عنه ما شاء الله لا يأتيه ثم أتاه فقال سألوني عن أشياء لم يكن عندي بها علم فأجيب حتى شق ذلك على قال ألم ترنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة وكان في البيت جرو كلب ونزلت ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربى لأقرب من هذا رشدا من علم الذي سألتموني عنه أن يأتي قبل غد ونزل ما ذكر من أصحاب الكهف ونزل ويسئلونك عن الروح الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف على يمين فمضى له أربعون ليلة فأنزل الله ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واستثنى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أربعين ليلة * وأخرج
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست