الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢٨٧
عن ابن مسعود قال إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك اليوم أحد ذكر الله فإذا قال نعم استبشر قال عون أفيسمعن الزور إذا قيل ولا يسمعن الخير هي للخير اسمع وقرأ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا الآيات * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن المنكدر قال بلغني ان الجبلين إذا أصبحا نادى أحدهما صاحبه يناديه باسمه فيقول أي فلان هل مر بك ذاكر الله فيقول نعم فيقول لقد أقر الله عينك لكن ما مر بي ذاكر لله عز وجل اليوم * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ تكاد السماوات ينفطرن بالياء والنون وتخر الجبال بالتاء * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ينفطرن منه قال الانفطار الانشقاق * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله تكاد السماوات ينفطرن منه قال يتشققن من عظمة الله * وأخرج ابن المنذر عن هارون قال في قراءة ابن مسعود تكاد السماوات ينفطرن بالياء * قوله تعالى (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن عوف انه لما هاجر إلى المدينة وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة منهم شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف فأنزل الله ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي عندك ودا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة فأنزل الله ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا قال فنزلت في علي * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت في علي بن أبي طالب ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا قال محبة في قلوب المؤمنين * وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن علي قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله سيجعل لهم الرحمن ودا ما هو قال المحبة في قلوب المؤمنين والملائكة المقربين يا علي أن الله أعطى المؤمن ثلاثا المنة والمحبة والحلاوة والمهابة في صدور الصالحين * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله سيجعل لهم الرحمن ودا قال محبة في الناس في الدنيا * وأخرج هناد عن الضحاك سيجعل لهم الرحمن ودا قال محبة في صدور المؤمنين * واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وهناد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس سيجعل لهم الرحمن ودا قال يحبهم ويحببهم * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الله عبدا نادى جبريل انى قد أحببت فلانا فأحبه فينادى في السماء ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض فذلك قول الله ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل انى قد أبغضت فلانا فينادى في أهل السماء ثم ينزل له البغضاء في أهل الأرض * وأخرج ابن مردويه عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليلتمس مرضاة الله فلا يزال كذلك فيقول الله لجبريل ان عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني فرضائي عليه فيقول جبريل رحمة الله على فلان ويقوله حملة العرش ويقوله الذين يلونهم حتى يقوله أهل السماوات السبع ثم يهبط إلى الأرض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الآية التي أنزل الله في كتابه ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا وان العبد ليلتمس سخط الله فيقول الله يا جبريل ان فلانا يسخطني ألا وان غضبى عليه فيقول جبريل غضب الله على فلان ويقوله حملة العرش ويقوله من دونهم حتى يقوله أهل السماوات السبع ثم يهبط إلى الأرض * وأخرج عبد بن حميد عن كعب قال أجد في التوراة انه لم تكن محبة لأحد من أهل الأرض حتى تكون بدؤها من الله تعالى ينزلها على أهل الأرض ثم قرأت القرآن فوجدت فيه ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس بسند ضعيف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أعطى المؤمن ثلاثة المقة والملاحة والمودة والمحبة في صدور المؤمنين ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد سلام عليك أما بعد فان العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله فإذا أحبه الله حببه إلى عباده وان العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله فإذا أبغضه
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست