الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢٨٥
الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال يفدون إلى ربهم فيكرمون ويعطون ويحيون ويشفعون * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثا طرائق راغبين وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير ونحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا * وأخرج ابن مردويه عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال أما والله ما يحشرون على أقدامهم ولا يساقون سوقا ولكنهم يؤتون بنوق من الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها رحالها الذهب وأزمتها الزبرجد فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن علي رضي الله عنه انه قرأ هذه الآية يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا فقال أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقا ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها عليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد فيركبون عليها حتى يطرقوا باب الجنة * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن علي قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قلت يا رسول الله هل الوفد الا الركب قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة وعليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مثل مد البصر وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من إحدى العينين فتغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا فيضربون بالحلقة على الصفيحة فلو سمعت طنين الحلقة يا علي فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتستخفها العجلة فتبعث قيمها فيفتح له الباب فإذا رآه خر له ساجدا فيقول ارفع رأسك فإنما أنا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو اثره فتستخف الحوراء العجلة فنخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول أنت حبى وأنا حبك وأنا الراضية فلا أسخط أبدا وأنا الناعمة فلا أبأس أبدا وأنا الخالدة فلا أموت أبدا وأنا المقيمة فلا أظعن أبدا فيدخل بيتا من أساسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بنى على جندل اللؤلؤ والياقوت طرائق حمر وطرائق خضر وطرائق صفر ما منها طريقة تشاكل صاحبتها وفى البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا عليها سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الحلل يقضى جماعهن في مقدار ليلة من لياليكم هذه تجرى من تحتهم الانهار أنهار مطردة أنهار من ماء غير آسن صاف ليس فيه كدور وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ولم يخرج من ضروع الماشية وأنهار من خمر لذة للشاربين لم يعصرها الرجال بأقدامها وأنهار من من عسل مصفى لم يخرج من بطون النحل فيستحلى الثمار فان شاء أكل قائما وان شاء أكل قاعدا وان شاء أكل متكئا فيشتهي الطعام فيأتيه طير بيض فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي لون شاء ثم تطير فتذهب فيدخل الملك فيقول سلام عليكم تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مسلم بن جعفر البجلي قال سمعت أبا معاذ البصري ان عليا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور تلألأ كل خطوة منها مد البصر فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحداهما فيغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا وتجري عليهم نضرة النعيم فيأتون باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفحة فيسمع لها طنين فيبلغ كل حوراء ان زوجها قد أقبل فتبعث قيمها فيفتح له فإذا رآه خر له ساجدا فيقول ارفع رأسك انما انا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو اثره فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول أنت حبى وأنا حبك وأنا الخالدة التي لا أموت وأنا الناعمة التي لا أبأس وأنا الراضية التي لا أسخط وأنا المقيمة التي لا أظعن فيدخل بيتا من أسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق أصفر وأحمر وأخضر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها في البيت سبعون سريرا على كل سرير
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست