الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٠٨
تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال اما قبل ان يبعث حزا لعدو الله فرعون حاز انه يولد في هذا العام غلام يسلبك ملكك قال فتتبع أولادهم في ذلك العام يذبح الذكور منهم ثم ذبحهم أيضا بعد ما جاءهم موسى وهذا قول بني إسرائيل يشكون إلى موسى فقال لهم موسى عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بنا أهل البيت يفتح ويختم فلا بد ان تقع دولة لبني هاشم فانظروا فيمن تكونوا من بنى هاشم وفيهم نزلت عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون * قوله تعالى (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين قال السنون الجوع * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين قال الجوائح ونقص من الثمرات دون ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين قال أخذهم الله بالسنين بالجوع عاما فعاما ونقص من الثمرات فاما السنون فكان ذلك في باديتهم وأهل مواشيهم واما نقص من الثمرات فكان في أمصارهم وقراهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن رجاء بن حياة في قوله ونقص من الثمرات قال حتى لا تحمل النخلة الا بسرة واحدة * واخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما أخذ الله آل فرعون بالسنين يبس كل شئ لهم وذهبت مواشيهم حتى يبس نيل مصر واجتمعوا إلى فرعون فقالوا له ان كنت كما تزعم فاتنا في نيل مصر بماء قال غدوة يصبحكم الماء فلما خرجوا من عنده قال أي شئ صنعت أنا أقدر على أن أجري في نيل مصر ماء غدوة أصبح فيكذبوني فلما كان في جوف الليل قام واغتسل ولبس مدرعة صوف ثم خرج حافيا حتى أتى نيل مصر فقام في بطنه فقال اللهم انك تعلم انى أعلم انك تقدر على أن تملأ نيل مصر ماء فأملاه فما علم الا بخرير الماء يقبل فخرج وأقبل النيل يزخ بالماء لما أراد الله بهم من الهلكة * قوله تعالى (فإذا جاءتهم الحسنة) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله فإذا جاءتهم الحسنة قال العافية والرخاء قالوا لنا هذه ونحن أحق بها وان تصبهم سيئة قال بلاه وعقوبة يطيروا بموسى قال يتشاءموا به * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ألا انما طائرهم قال مصائبهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ألا انما طائرهم عند الله قال الامر من قبل الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ألا انما طائرهم عند الله يقول الامر من قبل الله ما أصابكم من أمر الله فمن الله بما كسبت أيديكم * قوله تعالى (وقالوا مهما تأتنا به) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وقالوا مهما تأتنا به من آية قال إن ما تأتنا به من آية قال وهذه فيها زيادة ما * قوله تعالى (فأرسلنا عليهم الطوفان) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطوفان الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء قال الطوفان الموت * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال الطوفان الموت على كل حال * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال الطوفان الغرق * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال الطوفان أن يمطروا دائما بالليل والنهار ثمانية أيام والقمل الجراد الذي ليس له أجنحة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الطوفان أمر من أمر ربك ثم قرأ فطاف عليها طائف من ربك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال أرسل الله على قوم فرعون الطوفان وهو المطر فقالوا يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا لمطر فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم فأنبت الله لهم في تلك السنة شيئا لم ينبته قبل ذلك من الزرع والكلأ فقالوا هذا ما كنا نتمنى فأرسل الله عليهم الجراد فسلطه عليهم فلما رأوه عرفوا أنه لا يبقى الزرع قالوا مثل ذلك فدعا ربه فكشف عنهم الجراد فداسوه وأحرزوه في البيوت فقالوا قد أحرزنا فأرسل الله عليهم القمل وهو السوس الذي يخرج من الحنطة فكان الرجل يخرج بالحنطة عشرة أجربة إلى الرحا فلا يرد منها بثلاثة أقفزة فقالوا مثل ذلك فكشف عنهم فأبوا أن يرسلوا معه بني إسرائيل فبينا موسى عند فرعون إذ سمع نقيق ضفدع من نهر فقال
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست