الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٦٩
والمرأة تسئل عن بيت زوجها والعبد يسئل من مال سيده * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن مردويه عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالامام يسئل عن الناس والرجل يسئل عن أهله والمرأة تسئل عن بيت زوجها والعبد يسئل عن مال سيده * وأخرج ابن حبان وأبو نعيم عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله سائل كل راع عما استرعاه احفظ ذلك أم ضيعه حتى يسئل الرجل عن أهل بيته * وأخرج الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فأعدوا للمسائل جوابا قالوا وما جوابها قال اعمال البر * وأخرج الطبراني في الكبير عن المقدام سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يكون رجل على قوم الا جاء يقدمهم يوم القيامة بين يديه راية يحملها وهم يتبعونه فيسأل عنهم ويسألون عنه * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير يؤمر على عشرة لا سئل عنهم يوم القيامة * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال إن الله سائل كل ذي رعية عما استرعاه قام أمر الله فيهم أم أضاعه حتى أن الرجل ليسئل عن أهل بيته * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يسئل عنه لعبد يوم القيامة ينظر في صلاته فان صلحت فقد أفلح وان فسدت فقد خاب وخسر * قوله تعالى (والوزن يومئذ الحق) الآيتين * أخرج اللالكائي في السنة والبيهقي في البعث عن عمر بن الخطاب قال بينا نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم في أناس إذ جاء رجل ليس عليه سحناء سفر وليس من أهل البلد يتخطى حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ما الاسلام قال الاسلام ان تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وان تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وتتم لوضوء وتصوم رمضان قال فان فعلت هذا فانا مسلم قال نعم قال صدقت يا محمد قال ما الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالجنة والنار والميزان وتؤمن بالبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره قال فإذا فعلت هذا فانا مؤمن قال نعم قال صدقت * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله والوزن يومئذ الحق قال العدل فمن ثقلت موازينه قال حسناته ومن خفت موازينه قال حسناته * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن عبد الله بن العيزار قال إن الاقدام يوم القيامة لمثل النبل في القرن والسعيد من وجد لقدميه موضعا وعند الميزان ملك ينادى الا ان فلان بن فلان ثقلت موازينه وسعد سعادة لن يشقى بعدها أبدا لا ان فلان بن فلان خفت موازينه وشقي شقاء لن يسعد بعده أبدا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله والوزن يومئذ الحق قال توزن الأعمال * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال انما يوزن من الأعمال خواتيمها فمن أراد الله به خيرا ختم له بخير عمله ومن أراد به شرا ختم له بشر عمله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحارث الأعور قال إن الحق لينقل على أهل الحق كثقله في الميزان وان الحق ليخف على أهل الباطل كخفته في الميزان * وأخرج ابن المنذر واللالكائي عن عبد الملك بن أبي سليمان قال ذكر الميزان عند الحسن فقال له لسان وكفتان * وأخرج أبو الشيخ عن كعب قال يوضع الميزان بين شجرتين عند بيت المقدس * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير واللالكائي عن حذيفة قال صاحب الموازين يوم القيامة جبريل عليه السلام يرد بعضهم على بعض فيؤخذ من حسنات الظالم فترد على المظلوم فان لم تكن له حسنات أخذ من سيأت المظلوم فردت على الظالم * وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي في قوله والوزن يومئذ الحق قال أخبرني أبو صالح عن ابن عباس انه قال له لسان وكفتان يوزن فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ومنازلهم في الجنة بما كانوا بآياتنا يظلمون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون قال قال للنبي صلى الله عليه وسلم بعض أهله يا رسول الله هل يذكر الناس أهليهم يوم القيامة قال أما في ثلاث مواطن فلا عند الميزان وعند تطاير الصحف في الأيدي وعند الصراط * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست