الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٤
رضي الله عنهما قال هو ابنه غير أنه خالفه في النية والعمل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه في وقوله ونادى نوح ابنه قال هي بلغة طيئ لم يكن ابنه وكان ابن امرأته * واخرج ابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه انه قرأ ونادى نوح ابنها * قوله تعالى (قال لا عاصم اليوم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله لا عاصم اليوم من أمر الله الا من رحم قال لا ناج الا أهل السفينة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن القاسم ابن أبي بزة في قوله وحال بينهما الموج قال بين ابن نوح والجبل * وأخرج الحاكم عن أبي ذر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق * وأخرج عبد بن حميد عن حميد بن هلال قال جعل نوح لرجل من قومه جعلا على أن يعينه على عمل السفينة فعمل معه حتى إذا فرغ قال له نوح خير أي ذلك شئت اما أن أوفيك أجرك واما أن نوقيك من القوم الظالمين قال حتى أستأمر قومي فاستأمره قومه فقالوا له اذهب إلى أجرك فخذه فاتاه فقال أجرى فوفاه أجره قال فماخذ جاوز ذلك الرجل إلى حيث ينظر إليه حتى أمر الله الماء بما أمره به فاقبل ذلك الرجل يخوض الماء فقال خذ الذي جعلت لي قال لك ما رضيت به فغرق فيمن غرق * قوله تعالى (وقيل يا أرض ابلعي ماءك) الآية * أخرج ابن سعد وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان للملك يوم ولد نوح اثنان وثمانون سنة ولم يكن أحد في ذلك الزمان ينتهى عن منكر فبعث الله نوحا إليهم وهو ابن أربعمائة سنة وثمانين سنة ثم دعاهم في نبوته مائة وعشرين سنة ثم أمره بصنعة السفينة فصنعها وركبها وهو ابن ستمائة سنة وغرق من غرق ثم مكث بعد السفينة ثلاثمائة وخمسين سنة فولد نوح سام وفى ولده بياض وأدمة وحام في ولده سواد وبياض ويافث وفيهم الشقرة والحمرة وكنعان وهو الذي غرق والعرب تسميه بأم وأم هؤلاء واحدة وبجبل فودنجر نوح السفينة ومن ثم بدا الطوفان فركب نوح السفينة معه بنوه هؤلاء ونساء بنيه هؤلاء وثلاثة وسبعون من بنى شيث ممن آمن به فكانوا ثمانين في السفينة وحمل معه من كل زوجين اثنين وكان طول السفينة ثلاثمائة ذراع بذراع جسد أبى نوح وعرضها خمسين ذراعا وطولها في السماء ثلاثين ذراعا وخرج منها من الماء ستة أذرع وكانت مطبقة وجعل لها ثلاثة أبواب بعضها أسفل من بعض فأرسل الله المطر أربعين ليلة وأربعين يوما فأقبلت الوحش حين أصابها المطر والدواب والطير كلها إلى نوح وسخرت له فحمل منها كما أمره الله من كل زوجين اثنين وحمل معه جسدا آدم عليه السلام فجعل حاجزا بين النساء والرجال فركبوا فيها العشر مضين من رجب وخرجوا منها يوم عاشوراء من المحرم فلذلك صام من صام يوم عاشوراء وخرج الماء مثل ذلك نصفين نصف من السماء ونصف من الأرض فذلك قول الله ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر يقول منصب وفجرنا الأرض عيونا يقول شققنا الأرض فالتقى الماء على أمر قد قدروا وارتفع الماء على أطول جبل في الأرض خمسة عشر ذراعا فسارت بهم السفينة فطافت بهم الأرض كلها في ستة أشهر لا تستقر على شئ حتى أتت الحرم فلم تدخله ودارت بالحرم أسبوعا ورفع البيت الذي بناه آدم عليه السلام رفع من الغرق وهو البيت المعمور والحجر الأسود على أبى قبيس فلما دارت بالحرم ذهبت في الأرض تسير بهم حتى انتهت إلى الجودي وهو جبل بالحضين من أرض الموصل فاستقرت بعد ستة أشهر لتمام السنة فقيل بعد الستة أشهر بعدا للقوم الظالمين فلما استوت على الجودي قيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي يقول احبسي ماءك وغيض الماء نشفته الأرض فصار ما نزل من السماء هذه البحور التي ترون في الأرض فاخر ماء بقى في الأرض من الطوفان ماء يحسى بقى في الأرض أربعين سنة بعد الطوفان ثم ذهب فهبط نوح عليه السلام إلى قرية فبنى كل رجل منهم بيتا فسميت سوق الثمانين فغرق بنو قابيل كلهم وما بين نوح إلى آدم من الآباء كانوا على الاسلام ودعا نوح على الأسد ان يلقى عليه الحمى وللحمامة بالأنس وللغراب بشقاء المعيشة وتزوج نوح امرأة من بنى قابيل فولدت له غلاما سماه يوناطن فلما ضاقت بهم سوق الثمانين تحولوا إلى باب فبنوها وهي بين الفرات والصراة فمكثوا بها حتى بلغوا مائة ألف وهم على الاسلام ولما خرج نوح من السفينة دفن آدم عليه السلام ببيت المقدس * وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»
الفهرست