الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٧
من الغرق إلى يوم القيامة وكانت القوس فيها سهم ووتر فلما فرغ الله من هذا القول إلى نوح نزع الوتر والسهم من القوس وجعلها أمانا لعباده وبلاده من الغرق * وأخرج ابن عساكر عن خصيف قال لما هبط نوح من السفينة وأشرف من جبل حسماء رأى تل حران بين نهرين فأتى حران فخطها ثم أتى دمشق فخطها فكانت حران أول مدينة خطت بعد الطوفان ثم دمشق * وأخرج ابن عساكر عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال أول حائط وضع على وجه الأرض بعد الطوفان حائط حران ودمشق ثم بابل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي قال دخل في ذلك السلام والبركات كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة ودخل في ذلك المتاع والعذاب الأليم كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه وعلى أمم ممن معك يعنى ممن لم يولد أوجب الله لهم البركات لما سبق لهم من علم الله من السعادة وأمم سنمتعهم يعنى متاع الحياة الدنيا ثم يمسهم منا عذاب أليم لما سبق لهم في علم الله من الشقاوة * وأخرج أحمد في الزهد عن كعب رضي الله عنه قال لم يزل بعد نوح عليه السلام في الأرض أربعة عشر يدفع بهم العذاب * قوله تعالى (تلك من أنباء الغيب) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه تلك يعنى هذه من أنباء يعنى أحاديث * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه قال ثم رجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقال تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك يعنى العرب من قبل هذا القرآن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا أي من قبل القرآن وما علم محمد صلى الله عليه وسلم وقومه بما صنع نوح وقومه لولا ما بين الله عز وجل له في كتابه * قوله تعالى (والى عاد) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه الأعلى الذي فطرني أي خلقني * وأخرج ابن عساكر عن الضحاك رضي الله عنه قال أمسك عن عاد القطر ثلاث سنين فقال لهم هود استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا فأبوا الا تماديا * وأخرج ابن سعد في الطبقات وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن الشعبي رضي الله عنه قال خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستسقى فلم يزد على الاستغفار حتى يرجع فقيل له ما رأيناك استسقيت قال لقد طلبت المطر بمخاديج السماء التي يستنزل بها المطر ثم قرأ ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا واستغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا * وأخرج أبو الشيخ عن هارون التيمي في قوله يرسل السماء عليكم مدرارا قال المطر لا بأنه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد في قوله يرسل السماء عليكم مدرارا قال يدر ذلك عليهم مطرا ومطرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ويزدكم قوة إلى قوتكم قال ولد الولد * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال أصابتك بالجنون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال أصابتك الأوثان بجنون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال ما يحملك على ذم آلهتنا الا أنه قد أصابك منها سوء * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن سعيد قال ما من أحد يخاف لصا عاديا أو سبعا ضاريا أو شيطانا ماردا فيتلو هذه الآية انى توكلت على الله ربى وربكم ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربى على صراط مستقيم الا صرفه الله عنه * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه ان ربى على صراط مستقيم قال الحق * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله عذاب غليظ قال شديد * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله كل جبار عنيد المشرك * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال كل جبار عنيد قال الميثاق * وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي عنيد قال تمالت عن الحق * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله واتبعوا في هذه الدنيا لعنة قال لم يبعث نبي بعد عاد الا لعنت عاد على لسانه * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة قال لعنة أخرى * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال تتابعت عليهم لعنتان من الله لعنة في الدنيا ولعنة
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست