فدفعها في ذنبها فمن ثم انكسر ذنبها فصار معقوقا وبدا حياها ومضت النعجة حتى دخلت فمسح على ذنبها فستر حياها * وأخرج أبو الشيخ عن جعفر بن محمد قال أمر نوح عليه السلام أن يحمل معه من كل زوجين اثنين فحمل معه من اليمن العجوة واللوز * وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ عن وهب بن منبه قال لما أمر نوح عليه السلام أن يحمل من كل زوجين اثنين قال كيف أصنع بالأسد والبقرة وكيف أصنع بالعناق والذئب وكيف أصنع بالحمام والهر قال من ألقى بينهما العدواة قال أنت يا رب قال فإني أؤلف بينهم حتى لا يتضارون * وأخرج ابن عساكر عن خالد رضي الله عنه قال لما حمل نوح في السفينة ما حمل جاءت العقرب تحجل قالت يا نبي الله أدخلني معك قال لا أنت تلدغين الناس وتؤذينهم قالت لا احملني معك فلك على أن لا ألدغ من يصلى عليك الليلة * وأخرج ابن عساكر عن أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يمسي صلى الله على نوح وعلى نوح السلام لم تلدغه عقرب تلك الليلة * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن عطاء والضحاك أن إبليس جاء ليركب السفينة فدفعه نوح فقال يا نوح انى منظر ولا سبيل لك على فعرف أنه صادق فأمره أن يجلس على خيزران السفينة وكان آدم قد أوصى ولده أن يحملوا جسده فورثهم في ذلك نوح فتوارث الوصية ولده حتى حملها نوح فوضع جسد آدم عليه السلام بين الرجال والنساء * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر في مكايد الشيطان عن أبي العالية قال لما رست السفينة سفينة نوح عليه السلام إذا هو بإبليس على كوتل السفينة فقال له نوح عليه السلام ويلك قد غرق أهل الأرض من أجلك قال له إبليس فما أصنع قال تتوب قال فسل ربك هل لي من توبة فدعا نوح ربه فأوحى إليه ان توبته ان يسجد لقبر آدم قال قد جعلت لك توبة قال وما هي قال تسجد لقبر آدم قال تركته حيا وأسجد له ميتا * وأخرج النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان نوحا عليه السلام نازعه الشيطان في عود الكرم قال هذا لي وقال هذا لي فاصطلحا على أن لنوح ثلثها وللشيطان ثلثيها * وأخرج اسحق ابن بشر وابن عساكر عن علي رضي الله عنه مرفوعا ان نوحا عليه السلام حمل معه في السفينة من جميع الشجر * وأخرج إسحاق بن بشر أخبرنا رجل من أهل العلم ان نوحا عليه السلام حمل في السفينة من الهدهد زوجين وجعل أم الهدهد فضلا على زوجين فماتت في السفينة قبل ان تظهر الأرض فحملها الهدهد فطاف بها الدنيا ليصيب لها مكانا ليدفنها فيه فلم يجد طينا ولا ترابا فرحمه ربه فحفر لها في قفاه قبرا فدفنها فيه فذلك الريش الناتئ في قفا الهدهد موضع القبر فذلك ثناء أقفية الهداهد وأخرجه ابن عساكر * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أعطى الله نوحا عليه السلام في السفينة خرزتين إحداهما بياضها كبياض النهار والأخرى سوادها كسواد الليل فإذا أمسوا غلب سواد هذه بياض هذه وإذا أصبحوا غلب بياض هذه سواد هذه على قدر الساعات الاثني عشر فأول من قدر الساعات الاثني عشر لا يزيد بعضها على بعض نوح عليه السلام في السفينة ليعرف بها مواقيت الصلاة فسارت السفينة من مكانه حتى أخذت إلى اليمين فبلغت الحبشة ثم عدلت حتى رجعت إلى جدة ثم أخذت على الروم ثم جاوزت الروم فأقبلت راجعة على حيال الأرض المقدسة وأوحى الله إلى نوح عليه السلام انها تستوى على رأس جبل فعلت الجبال لذلك فتطلعت لذلك وأخرجت أصولها من الأرض وجعل جودي يتواضع لله عز وجل فجاءت السفينة حتى جاوزت الجبال كلها فلما انتهت إلى الجودي استوت ورست فشكت الجبال إلى الله فقالت يا رب انا تطلعنا وأخرجنا أصولنا من الأرض لسفينة نوح وختس جودي فاستوت سفينة نوح عليه فقال الله انى كذلك من تواضع لي رفعته ومن ترفع لي وضعته ويقال ان الجودي من جبال الجنة فلما ان كان يوم عاشوراء استوت السفينة عليه وقال الله يا أرض ابلعي ماءك بلغة الحبشة ويا سماء اقلعي أي أمسكي بلغة الحبشة فابتلعت الأرض ماءها وارتفع ماء السماء حتى بلغ عنان السماء رجاء أن يعود إلى مكانه فأوحى الله إليه ان ارجع فإنك رجس وغضب فرجع الماء فملح وحم وتردد فأصاب الناس منه الأذى فأرسل الله الريح فجمعه في مواضع البحار فصار زعاما مالحا لا ينتفع به وتطلع نوح فنظر فإذا الشمس قد طلعت وبدا له اليد من السماء وكان ذلك آية ما بينه وبين ربه عز وجل أمان من الغرق واليد القوس الذي يسمونه قوس قزح ونهى أن يقال له قوس قزح لان
(٣٣٠)