الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٣
أم يقولون افتراه قد قالوه فاتوا بعشر سور مثله مثل القرآن وادعوا شهداءكم يشهدون انها مثله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فهل أنتم مسلمون قال لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (من كان يريد الحياة الدنيا) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه في قوله من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها قال نزلت في اليهود والنصارى * وأخرج ابن جرير ابن أبي حاتم عن عبد الله بن معبد رضي الله عنه قال قام رجل إلى على رضي الله عنه فقال أخبرنا عن هذه الآية من كان يريد الحياة الدنيا إلى قوله وباطل ما كانوا يعملون قال ويحك ذاك من كان يريد الدنيا لا يريد الآخرة * وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما من كان يريد الحياة الدنيا أي ثوابها وزينتها مالها نوف إليهم نوفر لهم ثواب أعمالهم بالصحة والسرور في الاهل والمال والولد وهم فيها لا يبخسون لا ينقصون ثم نسخها من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء الآية * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه مثلة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال من عمل صالحا التماس الدنيا صوما أو صلاة أو تهجدا بالليل لا يعمله الا لالتماس الدنيا يقول الله أو فيه الذي التمس في الدنيا من المثابة وحبط عمله الذي كان يعمل وهو في الآخرة من الخاسرين * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله من كان يريد الحياة الدنيا قال هو الرجل يعمل العمل للدنيا لا يريد به الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال نزلت في أهل الشرك * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال هم أهل الرياء * وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أول من يدعى يوم القيامة رجل جمع القرآن يقول الله تعالى له ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي فيقول بلى يا رب فيقول فماذا عملت فيما علمتك فيقول يا رب كنت أقوم به الليل والنهار فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت بل أردت ان يقال فلان قارئ فقد قيل اذهب فليس لك اليوم عندنا شئ ثم يدعى صاحب المال فيقول الله عبدي ألم أنعم عليك ألم أوسع عليك فيقول بلى يا رب فيقول فماذا عملت فيما آتيتك فيقول يا رب كنت أصل الأرحام وأتصدق وأفعل فيقول الله له كذبت بل أردت ان يقال فلان جواد فقد قيل ذلك اذهب فليس لك اليوم عندنا شئ ويدعى المقتول فيقول الله له عبدي فيم قتلت فيقول يا رب فيك وفى سبيلك فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت بل أردت ان يقال فلان جرئ فقد قيل ذلك اذهب فليس لك اليوم عندنا شئ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك الثلاثة شر خلق الله يسعر بهم النار يوم القيامة فحدث معاوية بهذا إلى قوله وباطل ما كانوا يعملون * وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة صارت أمتي ثلاث فرق فرقة يعبدون الله خالصا وفرقة يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله يصيبون به دنيا فيقول للذي كان يعبد الله للدنيا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول الدنيا فيقول لا جرم لا ينفعك ما جمعت ولا ترجع إليه انطلقوا به إلى النار ويقول للذي يعبد الله رياء بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال الرياء فيقول انما كانت عبادتك التي كنت ترائى بها لا يصعد إلى منها شئ ولا ينفعك اليوم انطلقوا به إلى النار ويقول للذي كان يعبد الله خالصا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول بعزتك وجلالك لانت أعلم به منى كنت أعبدك لوجهك ولدارك قال صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة * وأخرج البيهقي في الشعب عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة بناس بين الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها استنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها والى ما أعد الله لأهلها فيها فيقولون يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من الثواب وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون قال ذاك أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظيم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي فاليوم أذيقكم العذاب الأليم مع ما حرمتم من الثواب * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون قال يؤتون ثواب ما عملوا في الدنيا وليس لهم في الآخرة من شئ وقال هي مثل
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست