الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٨
الأسد الحمى وشغله بنفسه عن الدواب وجعل الوحش والطير في الباب الثاني ثم أطبق عليها وجعل ولد آدم أربعين رجلا وأربعين امرأة في الباب الأعلى ثم أطبق عليهم وجعل الدرة معه في الباب الأعلى لضعفها ان لا تطأها الدواب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال ذكرنا لنا ان طول السفينة ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسون ذراعا وطولها في السماء ثلاثون ذراعا وبابها في عرضها وذكر لنا انها استقلت بهم في عشر خلون من رجب وكانت في الماء خمسين ومائة يوم ثم استقرت بهم على الجودي وأهبطوا إلى الأرض في عشر ليال خلون من المحرم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال كان طول سفينة نوح عليه السلام ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال الحواريون لعيسى بن مريم عليهما السلام لو بعثت لنا رجلا شهد السفينة فحدثنا عنها فانطلق بهم حتى انتهى إلى كثيب من تراب فاخذ كفا من ذلك التراب قال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا كعب بن حام بن نوح فضرب الكثيب بعصاه قال قم بإذن الله فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب قال له عيسى عليه السلام هكذا هلكت قال لا مت وانا شاب ولكني ظننت انها الساعة قامت فمن ثم شبت قال حدثنا عن سفينة نوح قال كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع كانت ثلاث طبقات فطبقة فيها الدواب والوحش وطبقة فيها الانس وطبقة فيها الطير فلما كثر أرواث الدواب أوحى الله إلى نوح ان اغمز ذنب الفيل فغمز فوقع منه خنزير وخنزيرة فأقبلا على الروث فلما وقع الفار يخرب السفينة بقرضه أوحى الله إلى نوح ان اضرب بين عيني الأسد فخرج من منخره سنور وسنورة فأقبلا على الفار فقال له عيسى عليه السلام كيف علم نوح ان البلاد قد غرقت قال بعث الغراب يأتيه بالخبر فوجد جيفة فوقع عليها فدعا عليه بالخوف فلذلك لا يألف البيوت ثم بعث الحمامة فجاءت بورق زيتون بمنقارها وطين برجليها فعلم أن البلاد قد غرقت فطوقها الخضرة التي في عنقها ودعا لها ان تكون في أنس وأمان فمن ثم تالف البيوت فقالوا يا روح الله ألا تنطلق بنا إلى أهالينا فيجلس معنا ويحدثنا قال كيف يتبعكم من لا رزق له ثم قال عد بإذن الله فعاد ترابا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان طول سفينة نوح عليه السلام أربعمائة ذراع وعرضها في السماء ثلاثون ذراعا * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال قال سليمان الفرائي عمل نوح عليه السلام السفينة أربعمائة سنة وأنبت الساج أربعين سنة حتى كان طوله أربعمائة ذراع والذراع إلى المنكبين * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان نوحا عليه السلام مكث يغرس الشجر ويقطعها وييبسها ثم مائة سنة يعملها * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه ان نوحا عليه السلام لما أمر ان يصنع الفلك قال رب لست بنجار قال بلى فان ذلك بعيني فخذ القادوم فجعلت يده لا تخطئ فجعلوا يمرون به ويقولون هذا الذي يزعم أنه نبي قد صار نجارا فعملها أربعين سنة * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن ميناء ان كعبا رضي الله عنه قال لعبد الله بن عمرو بن العاص أخبرني عن أول شجرة نبتت على الأرض قال عبد الله الساج وهي التي عمل منها نوح السفينة فقال كعب رضي الله عنه صدقت * قوله تعالى (من يأتيه عذاب) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من يأتيه عذاب يخزيه قال هو الغرق ويحل عليه عذاب مقيم قال هو الخلود في النار * قوله تعالى (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وفار التنور قال نبع الماء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وفار التنور قال إذا رأيت تنور أهلك يخرج منه الماء فإنه هلاك قومك * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه قال كان تنورا من حجارة كان لحواء عليها السلام حتى صار إلى نوح عليه السلام فقيل له إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان بين دعوة نوح عليه السلام وبين هلاك قومه ثلاثمائة سنة وكان فار التنور بالهند وطافت سفينة نوح عليه السلام بالبيت أسبوعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وفار التنور قال العين التي بالجزيرة عين الورد * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست