الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٥
كتاب موسى قال ومن قبله جاء بالكتاب إلى موسى * قوله تعالى (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) * أخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ومن يكفر به من الأحزاب قال الكفار أحزاب كلهم على الكفر * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ومن يكفر به من الأحزاب قال من اليهود والنصارى * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني فلم يؤمن بي الا كان من أهل النار قال سعيد فقلت ما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا هو في كتاب الله فوجدت ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طريق سعيد ابن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ولا يؤمن بي الا دخل النار فجعلت أقول أين تصديقها في كتاب الله وقلما سمعت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم الا وجدت تصديقه في القرآن حتى وجدت هذه الآية ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده قال الأحزاب الملل كلها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال ما بلغني حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه الا وجدت مصداقه في كتاب الله * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ومات ولم يؤمن بالذي أرسلت به الا كان من أصحاب النار * قوله تعالى (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا قال الكافر والمنافق أولئك يعرضون على ربهم فيسألهم عن أعمالهم ويقول الاشهاد الذين كانوا يحفظون أعمالهم عليهم في الدنيا هؤلاء الذين كذبوا على ربهم حفظوه شهدوا به عليهم يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ويقول الاشهاد قال الملائكة * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال الاشهاد الملائكة يشهدون على بني آدم بأعمالهم * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يدنى المؤمن حتى يضع عليه كنفه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه ويقول له أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول أي رب أعرف إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه انه قد هلك قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته وأما الكفار والمنافقون فيقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ من وجه آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي الله بالمؤمن يوم القيامة فيقربه منه حتى يجعله في حجابه من جميع الخلق فيقول له اقرأ فيعرفه ذنبا ذنبا فيقول أتعرف أتعرف فيقول نعم نعم فيلتفت العبد يمنة ويسرة فيقول له الرب لا باس عليك يا عبدي أنت كنت في سترى من جميع خلقي وليس بيني وبينك اليوم من يطلع على ذنوبك اذهب فقد غفرتها لك بحرف واحد من جميع ما أتيتني به فيقول يا رب ما هو قال كنت لا ترجو العفو من أحد غيري فهانت على ذنوبك وأما الكافر فيقرأ ذنوبه على رؤس الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن قتادة رضي الله عنه قال كنا نحدث انه لا يخزى يومئذ أحد فيخفي خزيه على أحد من الخلائق * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم رضي الله عنه قال هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن فقال إن الله كره الظلم ونهى عنه وقال ألا لعنة الله على الظالمين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران رضي الله عنه قال إن الرجل ليصلي ويلعن نفسه في قراءته فيقول الا لعنة الله على الظالمين وانه لظالم * قوله تعالى (الذين يصدون) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله الذين يصدون عن سبيل الله قال هو محمد صلى الله عليه وسلم صدت قريش عنه الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله ويبغونها عوجا يعنى يرجون بمكة غير الاسلام دينا * قوله تعالى (أولئك لم يكونوا) الآية
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست