الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٧
عن عبد الله بن مسعود قال لما نزلت هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على الناس فقالوا يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه قال إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم انما هو الشرك * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي بكر الصديق انه سئل عن هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال ما تقولون قالوا لم يظلموا قال حملتم الامر على أشده بظلم بشرك ألم تسمع إلى قوله الله أن الشرك لظلم عظيم * وأخرج أبو الشيخ عن عمر بن الخطاب ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال بشرك * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن حذيفة ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال بشرك * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن سلمان الفارسي انه سئل عن هذه الآية ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال انما عنى به الشرك ألم تسمع الله يقول إن الشرك لظلم عظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ من طرق عن أبي بن كعب في قوله ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال ذاك الشرك * وأخرج ابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس ان عمر بن الخطاب كان إذا دخل بيته نشر المصحف يقرؤه فدخل ذات يوم فقرأ سورة الأنعام فأتى على هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم إلى الآخر الآية فانتقل وأخذ رداءه ثم أتى أبي بن كعب فقال يا أبا المنذر أتيت على هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم وقد نرى انا نظلم ونفعل ونفعل فقال يا أمير المؤمنين ان هذا ليس بذاك يقول الله ان الشرك لظلم عظيم انما ذلك الشرك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال بشرك * وأخرج عبد ابن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال بعبادة الأوثان * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولم يلبسوا ايمانهم بظلم يقول لم يخلطوا ايمانهم بشرك * واخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن علي بن أبي طالب في قوله الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال نزلت هذه الآية في إبراهيم وأصحابه خاصة ليس في هذه الأمة * وأخرج أحمد والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن جرير بن عبد الله قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا فانتهى إلينا فسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أين أقبلت فقال من أهلي وولدي وعشيرتي أريد رسول الله قال قد أصبته قال علمني ما الايمان قال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال قد أقررت ثم إن بعيره دخلت يده في شبكة جردان فهوى ووقع الرجل على هامته فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من الذين عملوا قليلا وأجروا كثيرا هذا من الذين قال الله الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون انى رأيت حور العين يدخلن في فيه من ثمار الجنة فعلمت أن الرجل مات جائعا * وأخرج الحكيم الترمذي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير ساره إذ عرض له اعرابي فقال والذي بعثك بالحق لقد خرجت من بلادي وتلادي لأهتدي بهداك وآخذ من قولك فاعرض على فاعرض عليه السلام فقبل فازدحمنا حوله فدخل خف بكره في ثقب جردان فتردى الاعرابي فانكسرت عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعتم بالذي عمل قليلا وأجر كثيرا هذا منهم أسمعتم بالذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم هذا منهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن بكر بن سوادة قال حمل رجل من العدو على المسلمين فقتل رجلا ثم حمل فقتل آخر ثم حمل فقتل آخر ثم قال أينفعني الاسلام بعد هذا قالوا ما ندري فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم فضرب فرسه فدخل فيهم ثم حمل على أصحابه فقتل رجلا ثم آخر ثم آخر ثم قتل قال فيرون ان هذه الآية نزلت فيه الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم الآية * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم التيمي ان رجلا سال عنها النبي صلى الله عليه وسلم فسكت حتى جاء رجل فأسلم فلم يلبث الا قليلا حتى قاتل فاستشهد فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا منهم من الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم * وأخرج البغوي في معجمه وابن أبي حاتم وابن قانع والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن سخبرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابتلى فصبر وأعطى فشكر وظلم فغفر وظلم فاستغفر
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست