الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٢
ويلعنهم اللاعنون والذي نفس محمد بيده لو اجتمع على مطرقتهما الجن والإنس ما أقلوها وهي عليهما يسير ثم يقولان عد بإذن الله فإذا هو مستو قاعدا فيقولان من ربك فيقول لا أدرى فيقولان فمن نبيك فيقول سمعت الناس يقولون محمد فيقولان فما تقول أنت فيقول لا أدرى فيقولان لا دريت ويعرق عند ذلك عرقا يبتل ما تحته من التراب فلهو أنتن من الجيفة فيكم ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيقولان له نم نومة المسهر فلا يزال حياة وعقارب أمثال أنياب البخت من النار ينهشنه ثم يفتح له بابه فيرى مقعده من النار وتهب عليه أرواحها وسمومها وتلفح وجهه النار غدوا وعشيا إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله غمرات الموت قال سكرات الموت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس والملائكة باسطوا أيديهم قال هذا عند الموت والبسط الضرب يضربون وجوههم وأدبارهم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس والملائكة باسطوا أيديهم قال ملك الموت عليه السلام * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله والملائكة باسطوا أيديهم قال بالعذاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن قيس قال إن الملك الموت أعوانا من الملائكة ثم تلا هذه الآية ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن وهب قال إن الملائكة الذين يقرنون بالناس هم الذين يتوفونهم ويكتبون لهم آجالهم فإذا كان يوم كذا وكذا توفته ثم نزع ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم فقيل لوهب أليس قد قال الله قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم قال نعم ان الملائكة إذا توفوا نفسا دفعوها إلى ملك الموت وهو كالعاقب يعنى العشار الذي يؤدى إليه من تحته * وأخرج الطستي وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عذاب الهون قال الهوان الدائم الشديد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول انا وجدنا بلاد الله واسعة * تنجي من الذل والمخزات والهون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله عذاب الهون قال الهوان * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله عذاب الهون قال الذي يهينهم * قوله تعالى (ولقد جئتمونا فرادى) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال قال النضر بن الحارث سوف تشفع لي اللات والعزى فنزلت ولقد جئتمونا فرادى الآية كلها * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن عائشة أنها قرأت قول الله ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله وا سوأتاه ان الرجال والنساء سيحشرون جميعا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه لا ينظر الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال شغل بعضهم عن بعض * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة قال كيوم ولد يرد عليه كل شئ نقص منه من يوم ولد * وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة حشر الناس حفاة عراة غرلا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله وتركتم ما خولناكم قال من المال والخدم وراء ظهوركم قال في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال يؤتى بابن آدم يوم القيامة كأنه بذخ فيقول له تبارك وتعالى أين ما جمعت فيقول له يا رب جمعته وتركته أوفر ما كان فيقول فأين ما قدمت لنفسك فلا يراه قدم شيئا وتلا هذه الآية ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه قال كان عند ابن زياد أبو الأسود الديلي وجبير بن حية الثقفي فذكروا هذا الحرف لقد تقطع بينكم فقال أحدهما بيني وبينك أول من يدخل علينا فدخل يحيى بن يعمر فسألوه فقال بينكم بالرفع * وأخرج أبو الشيخ عن الأعرج انه قرأ لقد تقطع بينكم بالرفع يعنى وصلكم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه انه قرأ لقد تقطع بينكم بالنصب أي ما بينكم من المواصلة التي كانت بينكم في الدنيا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه لقد تقطع بينكم قال ما كان بينهم من الوصل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عكرمة
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست