الأشعري قال لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح ذبابة ما سقى منها كافرا شربة ماء * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن المستورد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الدنيا في الآخرة الا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم ثم يرفعها فلينظر بم يرجع * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي عثمان النهدي قال قلت يا أبا هريرة سمعت إخواني بالبصرة يزعمون انك تقول سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يجزى بالحسنة ألف ألف حسنة فقال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يجزى بالحسنة ألفى ألف حسنة ثم تلا هذه الآية فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل فالدنيا ما مضى منها إلى ما بقى منها عند الله قليل وقال من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة فكيف الكثير عند الله تعالى إذا كانت الدنيا ما مضى منها وما بقى عند الله قليل * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش في قوله فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل كزاد الراعي * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حازم قال لما حضرت عبد العزيز بن مروان الوفاة قال ائتوني بكفني الذي أكفن فيه أنظر إليه فلما وضع بين يديه نظر إليه فقال أمالي كثير ما أخلف من الدنيا الا هذا ثم ولى ظهره وبكى وقال أف لك من دار ان كان كثيرك القليل وان كان قليلك القصير وان كنا منك لفي غرور * قوله تعالى (الا تنفروا) الآية * أخرج أبو داود وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله الا تنفروا يعذبكم عذابا أليما قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر حيا من أحياء العرب فتثاقلوا عنه فأنزل الله هذه الآية فامسك عنهم المطر فكان ذلك عذابهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال لما نزلت الا تنفروا يعذبكم عذابا أليما وقد كان تخلف عنه ناس في البدر ويفقهون قومهم فقال المنافقون قد بقى ناس في البوادي وقالوا هلك أصحاب البوادي فنزلت وما كان المؤمنون لينفروا كافة * وأخرج أبو داود وابن أبي حاتم والنحاس والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الا تنفروا يعذبكم عذابا أليما قال نسختها وما كان المؤمنون لينفروا كافة * قوله تعالى (الا تنصروه فقد نصره الله) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله الا تنصروه فقد نصره الله قال ذكر ما كان من أول شانه حتى بعث يقول الله فانا فاعل ذلك به وناصره كما نصرته إذ ذاك وهو ثاني اثنين * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال اشترى أبو بكر رضي الله عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال لعازب مر البراء فليحمله إلى منزلي فقال لا حتى تحدثنا كيف صنعت حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت معه فقال أبو بكر رضي الله عنه خرجنا فأدلجنا فاحثثنا يوما وليلة حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فضربت ببصري هل أرى ظلا فآوى إليه فإذا أنا بصخرة فأهويت إليها فإذا بقية ظلها فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرشت له فروة وقلت اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم خرجت أنظر هل أرى أحد من الطلب فإذا أنا براعي غنم فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من قريش فسماه فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم فقلت وهل أنت حالب لي قال نعم قال فأمرته فاعتقل لي شاة منها ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار ثم أمرته فنفض كفيه ومعي إداوة على فمها خرقة فحلب لي كثبة من اللبن فصببت على القدح من الماء حتى برد أسفله ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت هل آن للرحيل قال فارتحلنا والقوم يطلبونا فلم يدركنا منهم الا سراقة على فرس له فقلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فقال لا تحزن ان الله معنا حتى إذا دنا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة فقلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا وبكيت قال لم تبكي قلت أما والله لا أبكى على نفسي ولكني أبكى عليك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهم اكفناه بما شئت فساخت فرسه إلى بطنها في أرض صلد ووثب عنها وقال يا محمد ان هذا عملك فادع الله ان ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لي فيها ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلق ورجع إلى أصحابه ومضى رسول الله صلى عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة فتلقاه الناس
(٢٣٩)