الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٦
في رجب ليلة يكتب للعامل فيها حسنة مائة سنة وذلك لثلاث بقين من رجب فمن صلى فيها اثنى عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة من القرآن يتشهد في كل ركعتين ويسلم في آخرهن ثم يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر مائة مرة ويستغفر الله مائة مرة ويصلى على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة ويدعو لنفسه ما شاء من أمر دنياه وآخرته ويصبح صائما فان الله يستجيب دعاءه كله الا ان يدعو في معصية قال البيهقي هذا أضعف من الذي قبله * وأخرج البيهقي وقال إنه منكن بمرة عن أنس رضي الله عنه مرفوعا خيرة الله من الشهور شهر رجب وهو شهر الله من عظم شهر رجب فقد عظم أمر الله ومن عظم أمر الله أدخله جنات النعيم وأوجب له رضوانه الأكبر وشعبان شهري فمن عظم شهر شعبان فقد عظم أمري ومن عظم أمري كنت له فرطا وذخرا يوم القيامة وشهر رمضان شهر أمتي فمن عظم شهر رمضان وعظم حرمته ولم ينتهكه وصام نهاره وقام ليله وحفظ جوارحه خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطلبه الله به * وأخرج ابن ماجة والبيهقي وضعفه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم رجب كله * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله قال يقرب بها شهر النسئ ما نقص من السنة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان عدة الشهور عند الله اثنا عشرا شهرا في كتاب الله ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرما وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والاجر أعظم فلا تظلموا فيهن أنفسكم قال في كلهن وقاتلوا المشركين كافة يقول جميعا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلا تظلموا فيهن لنفسكم قال إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواه وان كان الظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظم من امره ما شاء وقال إن الله اصطفى صفايا من خلقه اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا واصطفى من الكلام ذكره واصطفى من الأرض المساجد واصطفى من الشهور رمضان واصطفى من الأيام يوم الجمعة واصطفى من الليالي ليلة القدر فعظموا ما عظم الله فإنما تعظم الأمور لما عظمها الله تعالى به عند أهل الفهم والعقل * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس فلا تظلموا فيهن أنفسكم قال في الشهور كلها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله فلا تظلموا فيهن أنفسكم قال الظلم العمل لمعاصي الله والترك لطاعته * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله وقاتلوا المشركين كافة قال نسخت هذه الآية كل آية فيها رخصة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن كعب قال اختار الله البلدان فأحب البلدان إلى الله البلد الحرام واختار الله الزمان فأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم وأحب الأشهر إلى الله ذو الحجة وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول منه واختار الله الأيام فأحب الأيام إلى الله يوم الجمعة وأحب الليالي إلى الله ليلة القدر واختار الله ساعات الليل والنهار فأحب الساعات إلى الله ساعات الصلوات المكتوبات واختار الله الكلام فأحب الكلام إلى الله لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله قوله تعالى (انما النسئ زيادة في الكفر) الآية * أخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كانت العرب يحلون عاما شهر أو عاما شهرين ولا يصيبون الحج الا في كل ستة وعشرين سنة مرة وهو النسئ الذي ذكر الله تعالى في كتابه فلما كان عام الحج الأكبر ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام المقبل فاستقبل الناس الأهلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عمر قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة فقال إن النسئ من الشيطان زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما فكانوا يحرمون المحرم عاما ويحرمون صفر عاما ويستحلون المحرم وهو النسئ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان جنادة بن عوف الكناني يوفى الموسم كل عام وكان يكنى أبا ثمادة فينادى الا ان أبا ثمادة لا يخاف ولا يعاب الا ان صفر الأول حلال وكان طوائف من العرب إذا أرادوا ان يغيروا على بعض عدوهم أتوه فقالوا أحل لنا هذا الشهر يعنون صفر وكانت العرب لا تقاتل في الأشهر الحرم فيحله لهم عاما ويحرمه عليهم في العام الآخر ويحرم المحرم في قابل ليواطؤا عدة ما حرم الله يقول ليجعلوا الحرم
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست