الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٩
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن بن محمد ابن علي رضي الله عنهم قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الاسلام فمن أسلم قبل منه ومن أبى ضربت عليهم الجزية حتى أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا ينكح منهم امرأة * وأخرج مالك والشافعي وأبو عبيد في كتاب الأموال وابن أبي شيبة عن جعفر عن أبيه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه استشار الناس في المجوس في الجزية فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سنوا بهم سنة أهل الكتاب * وأخرج ابن المنذر عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال لولا انى رأيت أصحابي أخذوا من المجوس ما أخذت منهم وتلا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انه سئل عن أخذ الجزية من المجوس فقال والله ما على الأرض اليوم أحد أعلم بذلك منى ان المجوس كانوا أهل كتاب يعرفونه وعلم يدرسونه فشرب أميرهم الخمر فسكر فوقع على أخته فرآه نفر من المسلمين فلما أصبح قالت أخته انك قد صنعت بها كذا وكذا وقد رآك نفر لا يسترون عليك فدعا أهل الطمع فأعطاهم ثم قال لهم قد علمتم ان آدم عليه السلام قد أنكح بنيه بناته فجاء أولئك الذين رأوه فقالوا ويل للأبعد ان في ظهرك حد الله فقتلهم أولئك الذين كانوا عنده ثم جاءت امرأة فقالت له بلى قد رأيتك فقال لها ويحا لبغى بنى فلان قالت أجل والله لقد كانت بغية ثم تابت فقتلها ثم أسرى على ما في قلوبهم وعلى كتبهم فلم يصبح عندهم شئ * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل هذه الجزيرة من العرب على الاسلام يقبل منهم غيره وكان أفضل الجهاد وكان بعد جهاد آخر على هذه الأمة في شان أهل الكتاب قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله الآية * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في سننه عن مجاهد رضي الله عنه قال يقاتل أهل الأوثان على الاسلام ويقاتل أهل الكتاب على الجزية * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من نساء أهل الكتاب من يحل لنا ومنهم من لا يحل لنا وتلا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر فمن أعطى الجزية حل لنا نساؤه ومن لم يعط الجزية لم يحل لنا نساؤه لفظ ابن مردويه لا يحل نكاح أهل الكتاب إذا كانوا حربا ثم تلا هذه الآية * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال له آخذ الأرض فأتقبلها أرضا خربة فاعمرها وأؤدي خراجها فنهاه ثم قال لا تعمدوا إلى ما ولاه الله هذا الكافر فتخلعه من عنقه وتجعله في عنقك ثم تلا قاتلوا الذين لا يؤمنون إلى صاغرون * قوله تعالى (وقالت اليهود عزير) الآية * أخرج ابن إسحاق ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم ونعمان بن أوفى وأبو انس وشاس بن قيس ومالك بن الصيف فقالوا كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا وأنت لا تزعم أن عزير ابن الله وانما قالوا هو ابن الله من أجل ان عزيرا كان في أهل الكتاب وكانت التوراة عندهم يعملون بها ما شاء الله تعالى ان يعملوا ثم أضاعوها وعملوا بغير الحق وكان التابوت فيهم فلما رأى الله تعالى انهم قد أضاعوا التوراة وعملوا بالأهواء رفع الله عنهم التابوت وأنساهم التوراة ونسخها من صدورهم وأرسل عليهم مرضا فاستطلقت بطونهم منهم حتى جعل الرجل يمشى كبده حتى نسوا التوراة ونسخت من صدورهم وفيهم عزير كان من علمائهم فدعا عزير الله عز وجل وابتهل إليه ان يرد إليه الذي نسخ من صدره فبينما هو يصلى مبتهلا إلى الله تعالى نزل نور من الله فدخل جوفه فعاد إليه الذي كان ذهب من جوفه من التوراة فأذن في قومه فقال يا قوم قد آتاني الله التوراة ردها إلى فعلق يعلمهم فمكثوا ما شاء الله ان يمكثوا وهو يعلمهم ثم إن التابوت نزل عليهم بعد ذلك وبعد ذهابه منهم فلما رأوا التابوت عرضوا ما كانوا فيه على الذي كان عزير يعلمهم فوجده مثله فقالوا والله ما أوتى عزير هذا الا انه ابن الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وقالت اليهود عزير ابن الله قال قالها رجل واحد اسمه فنحاص * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كن نساء بني إسرائيل يجتمعن بالليل فيصلين ويعتزلن ويذكرن ما فضل الله تعالى به بني إسرائيل وما أعطاهم ثم سلط عليهم شر خلقه بختنصر فحرق التوراة وخرب بيت المقدس وعزير يومئذ غلام فقال عزير أو كان هذا فلحق الجبال والوحش فجعل يتعبد فيها وجعل
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست