الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢١
فيقوم فذلك قوله لعلهم يتقون ان يخوضوا فيقوم ونزل وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ان تقعد معهم ولكن لا تقعد ثم نسخ ذلك قوله بالمدينة وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم إلى قوله انكم إذا مثلهم نسخ قوله وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ الآية * وأخرج الفريابي وأبو نصر السجزي في الإبانة عن مجاهد في قوله وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا قال هم أهل الكتاب نهى ان يقعد معهم إذا سمعهم يقولون في القرآن غير الحق * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي وائل قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الكذب ليضحك بها جلساءه فيسخط الله عليه فذكر ذلك لإبراهيم النخعي فقال صدق أو ليس ذلك في كتاب الله وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم الآية * وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل قال كان المشركون بمكة إذا سمعوا القرآن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خاضوا واستهزؤا فقال المسلمون لا يصلح لنا مجالستهم نخاف ان نخرج حين نسمع قولهم ونجالسهم فلا نعيب عليهم فأنزل الله في ذلك وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم الآية * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا الآية قال نسختها هذه الآية التي في سورة النساء وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها الآية ثم أنزل بعد ذلك فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ قال هذه مكية نسخت بالمدينة بقوله وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها الآية * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ان قعدوا ولكن لا تقعد * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال لما هاجر المسلمون إلى المدينة جعل المنافقون يجالسونهم فإذا سمعوا القرآن خاضوا واستهزؤا كفعل المشركين بمكة فقال المسلمون لا حرج علينا قد رخص الله لنا في مجالستهم وما علينا من خوضهم فنزلت بالمدينة * وأخرج ابن أبي شيبة عن هشام بن عروة قال أتى عمر بن عبد العزيز بقوم قعدوا على شراب معهم رجل صائم فضربه وقال لا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره * قوله تعالى (وذر الذين اتخذوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ودر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا قال مثل قوله ذرني ومن خلقت وحيدا * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن قتادة في قوله وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا قال ثم أنزل سورة براءة فامر بقتالهم فقال اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فنسختها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله اتخذوا دينهم لعبا ولهوا قال أكلا وشربا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان تبسل قال تفضح وفى قوله أبسلوا قال فضحوا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ان تبسل؟؟ قال تسلم وفى قوله أبسلوا بما كسبوا قال أسلموا بجرائرهم * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل ان تبسل نفس قال يعنى ان تحبس نفس بما كسبت في النار قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت زهيرا وهو يقول وفارقتك برهن لا فكاك له * يوم الوداع وقلبي مبسل علقا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان تبسل نفس قال تؤخذ فتحبس وفى قوله وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها قال لو جاءت بملء الأرض ذهبا لم يقبل منها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا قال أخذوا بما كسبوا * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن حسين انه سئل عن قوله أبسلوا قال أخذلوا أو أسلموا أما سمعت قول الشاعر * فان أقفرت منهم فإنهم بسل * قوله تعالى (قل أندعو من دون الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قل أندعو من دون الله هذا مثل ضربه الله للآلهة وللدعاة الذين يدعون إلى الله كمثل رجل ضل عن الطريق تائها ضالا إذ ناداه مناد فلان بن فلان هلم إلى الطريق وله أصحاب يدعونه يا فلان بن فلان هلم إلى الطريق فان اتبع الداعي الأول وانطلق به حتى يلقيه في هلكة وان أجاب من يدعو إلى الهدى اهتدى إلى الطريق وهذه الداعية التي تدعو في البرية الغيلان يقول مثل من يعبد هذه الآلهة من دون الله فإنه يرى أنه في
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست