الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٨
ينفقه رجل بأعظم أجرا من دينار ينفقه على عياله ثم دينار ينفقه على فرسه في سبيل الله ثم دينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله قال وزعم أن نبي صلى الله عليه وسلم عظم شان المسألة وانه إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على ظهورهم فيسألهم ربهم ما كنتم تعبدون فيقولون ربنا لم ترسل إلينا رسولا ولم يأتنا أمر فيقول أرأيتم ان أمرتكم بأمر تطيعوني فيقولون نعم فيأخذ مواثيقهم على ذلك فيأمرهم ان يعمدوا لجهنم فيدخلونها فينطلقون حتى إذا جاؤها رأوا لها تغيظا وزفيرا فهابوا فرجعوا إلى ربهم فقالوا ربنا فرقنا منها فيقول ألم تعطوني مواثيقكم لتطيعن اعمدوا إليها فأدخلوا فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا فرجعوا فيقول ادخلوها داخرين قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما * وأخرج أحمد والحاكم وسمعه عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن جابر بن عتيك قال جاءنا عبد الله بن عمر وفى بنى معاوية وهي قرية من قرى الأنصار فقال لي هل تدرى أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجدكم هذا قلت نعم وأشرت له إلى ناحية منه فقال هل تدرى ما الثلاث التي دعا بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قلت نعم فقال أخبرني بهن قلت دعا ان لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم ولا يهلكهم بالسنين فأعطيها ودعا بان لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها قال صدقت لا يزال الهرج إلى يوم القيامة * وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه عن أبي نضرة الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سالت ربى أربعا فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة سالت الله ان لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها وسالت الله ان لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها وسالت الله ان لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم فأعطانيها وسالت الله ان لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم باس بعض فمنعنيها * وأخرج أحمد والنسائي وابن مردويه عن انس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر صلى سبحة الضحى ثمان ركعات فلما انصرف قال انى صليت صلاة رغبة ورهبة سالت ربى ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته ان لا يبتلى أمتي بالسنين ففعل وسألته ان لا يظهر عليهم عدوهم ففعل وسألته لا يلبسهم شيعا فأبى على * وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن حذيفة بن اليمان قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حرة بنى معاوية واتبعت أثره حتى ظهر عليها فصلى الضحى ثمان ركعات فأطال فيهن ثم التفت إلى فقال انى سالت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته ان لا يسلط على أمتي عدوا من غيرهم فأعطاني وسألته ان لا يهلكهم بغرق فأعطاني وسألته ان لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سالت ربى ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سالت ربى ان لا يهلك أمتي بالسنين ففعل وسالت ربى ان لا يسلط على أمتي عدوا لها ففعل وسالت ربى ان لا يهلك أمتي بعضها ببعض فمنعنيها * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صليت صلاة رغبا ورهبا ودعوت دعاء رغبا ورهبا حتى فرج لي عن الجنة فرأيت عناقيدها فهويت ان أتناول منها شيئا فخوفت بالنار فسالت ربى ثلاثا فأعطاني اثنتين وكف عنى الثالثة سألته ان لا يظهر على أمتي عودها ففعل وسألته ان لا يهلكها بالسنين ففعل وسألته ان لا يلبسها شيعا ولا يذيق بعضها باس بعض فكفها عنى * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن شداد قال فقد معاذ بن جبل أو سعد بن معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده قائما يصلى في الحرة فاتاه فتنحنح فلما انصرف قال يا رسول الله رأيتك صليت صلاة لم تصل مثلها قال صليت صلاة رغبة ورهبة سالت ربى فيها ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته ان لا يهلك أمتي جوعا ففعل ثم قرأ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين الآية وسألته ان لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم ففعل ثم قرأ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق إلى الآخر الآية وسألته ان لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني ثم قرأ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم إلى آخر الآية ثم قال لا يزال هذا الدين ظاهرا على من ناواهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن خباب بن الأرت في قوله أو يلبسكم شيعا قال راقب خباب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى حتى إذا كان في الصبح قال له يا نبي الله لقد رأيتك تصلى هذه الليلة صلاة ما رأيتك تصلى مثلها قال أجل انها صلاة رغبة ورهبة سالت ربى فيها ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته ان لا يهلكنا بما أهلكت به الأمم قبلكم فأعطاني وسألته ان لا يسلط علينا عدوا من غيرنا
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست