الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٤٣
الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت لرجل منا يذبح وينسى أن يسمى فقال النبي صلى الله عليه وسلم اسم الله على كل مسلم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن طاوس قال مع المسلم ذكر الله فان ذبح ونسى ان يسمى فليسم وليأكل فان المجوسي لو سمى الله على ذبيحته لم تؤكل * وأخرج أبو داود والبيهقي في سننه وابن مردويه عن ابن عباس ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق فنسخ واستثنى من ذلك فقال وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال كلوا ذبائح المسلمين وأهل الكتاب مما ذكر اسم الله عليه * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين في الرجل يذبح وينسى أن يسمى قال لا يأكل * وأخرج النحاس عن الشعبي قال لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال إبليس يا رب كل خلقك بينت رزقه ففيم رزقي قال فيما لم يذكر اسمي عليه * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن معمر قال بلغني ان رجلا سأل ابن عمر عن ذبيحة اليهودي والنصراني فتلا عليه أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب وتلا ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وتلا عليه وما أهل به لغير الله قال فجعل الرجل يردد عليه فقال ابن عمر لعن الله اليهود والنصارى وكفرة الاعراب فان هذا وأصحابه يسألوني فإذا لم أوفقهم أنشؤوا يخاصموني * وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال أنزل الله في القرآن ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ثم نسخها الرب عز وجل ورحم المسلمين فقال اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم فنسخها بذلك وأحل طعام أهل الكتاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير في قوله وان أطعتموهم يعنى في أكل الميتة استحلالا انكم لمشركون مثلهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي انه سئل عن قوله وان أطعتموهم انكم لمشركون فقيل تزعم الخوارج انها في الامراء قال كذبوا انما أنزلت هذه الآية في المشركين كانوا يخاصمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون أما ما قتل الله فلا تأكلوا منه يعنى الميتة وأما ما قتلتم أنتم فتأكلون منه فأنزل الله ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه إلى قوله انكم لمشركون قال لئن أكلتم الميتة وأطعتموهم انكم لمشركون * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر انه قيل له ان المختار يزعم أنه يوحى إليه قال صدق وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي زميل قال كنت قاعدا عند ابن عباس وحج المختار بن أبي عبيد فجاء رجل فقال يا أبا عباس زعم أبو إسحاق انه أوحى إليه الليلة فقال ابن عباس صدق فنفرت وقلت يقول ابن عباس صدق فقال ابن عباس هما وحيان وحى الله ووحي الشيطان فوحي الله إلى محمد ووحي الشيطان إلى أوليائه ثم قرأ وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم * قوله تعالى (أو من كان ميتا فأحييناه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس أو من كان ميتا فأحييناه قال كل كافرا ضالا فهديناه وجعلنا له نورا هو القرآن كمن مثله في الظلمات الكفر والضلالة * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله أو من كان ميتا قال ضالا فأحييناه فهديناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس قال هدى كمن مثله في الظلمات قال في الضلالة أبدا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس قال نزلت في عمار بن ياسر * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس قال عمر بن الخطاب كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها يعنى أبا جهل بن هشام * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم في قوله أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات قال أنزلت في عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام كانا ميتين في ضلالتهما فأحيا الله عمر بالاسلام وأعزه وأقر أبا جهل في ضلالته وموته وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فقال اللهم أعز الاسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله أو من كان ميتا فأحييناه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كمن مثله في الظلمات قال أبو جهل بن هشام * واخرج أبو الشيخ عن أبي سنان أو من كان ميتا فأحييناه قال نزلت في عمر بن الخطاب * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس قال هذا
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست