الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٩
أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل انما الآيات عند الله وما يشعركم يا معشر المسلمين انها إذا جاءت لا يؤمنون الا ان يشاء الله فيجبرهم على الاسلام * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فقالوا يا محمد تخبرنا ان موسى كان معه عصا يضرب بها الحجر وان عيسى كان يحيى الموتى وان ثمود كان لهم ناقة فاتنا من الآيات حتى نصدقك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شئ تحبون ان آتيكم به قالوا تجعل لنا الصفا ذهبا قال فان فعلت تصدقوني قالوا نعم والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعون فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فجاءه جبريل فقال له ان شئت أصبح ذهبا فان لم يصدقوا عند ذلك لنعذبنهم وان شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم فقال بل يتوب تائبهم فأنزل الله وأقسموا بالله جهد أيمانهم إلى قوله يجهلون * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية في المستهزئين هم الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية فنزل فيهم وأقسموا بالله حتى ولكن أكثرهم يجهلون * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال أقسم بيمين ثم قرأ وأقسموا بالله جهد أيمانهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال القسم يمين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قال سالت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم ان يأتيهم بآية فاستحلهم ليؤمنن بها قل انما الآيات عند الله وما يشعركم قال ما يدريكم ثم أوجب عليهم انهم لا يؤمنون ونقلب أفئدتهم قال نحول بينهم وبين الايمان لو جاءتهم كل آية كما حلنا بينهم وبينه أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون قال يترددون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه آخر عن مجاهد في قوله وما يشعركم قال وما يدريكم انكم تؤمنون إذا جاءت ثم استقبل يخبر فقال إنها إذا جاءت لا يؤمنون * وأخرج أبو الشيخ عن النضر بن شميل قال سال رجل الخليل ابن أحمد عن قوله وما يشعركم انها إذا جاءت لا يؤمنون فقال إنها لعلها الا ترى انك تقول اذهب انك تأتينا بكذا وكذا يقول لعلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة قال لما جحد المشركون ما أنزل الله لم تثبت قلوبهم على شئ وردت عن كل أمر * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ونقلب أفئدتهم الآية قال جاءهم محمد بالبينات فلم يؤمنوا به فقلبنا أبصارهم وأفئدتهم ولو جاءتهم كل آية مثل ذلك لم يؤمنوا الا ان يشاء الله * وأخرج ابن المبارك وأحمد في الزهد وابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن أم الدرداء ان أبا الدرداء لما احتضر جعل يقول من يعمل لمثل يومى هذا من يعمل لمثل ساعتي هذه من يعمل لمثل مضجعي هذا ثم يقول ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ثم يغمى عليه ثم يفيق فيقولها حتى قبض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس وحشرنا عليهم كل شئ قبلا قال معاينة ما كانوا ليؤمنوا أي أهل الشقاء الا ان يشاء الله أي أهل السعادة الذين سبق لهم في علمه ان يدخلوا في الايمان * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة وحشرنا عليهم كل شئ قبلا أي فعاينوا ذلك معاينة * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد وحشرنا عليهم كل شئ قبلا قال أفواجا قبيلا * قوله تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا) الآيتين * أخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس قال يا نبي الله وهل للإنس شياطين قال نعم شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا * وأخرج أحمد وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي ذر قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن قلت يا رسول الله وللإنس شياطين قال نعم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن قال إن للجن شياطين يضلونهم مثل شياطين الانس يضلونهم فيلتقي شيطان الانس وشيطان الجن فيقول هذا لهذا أضلله بكذا وأضلله بكذا فهو قوله يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا وقال ابن عباس الجن هم الجان وليسوا بشياطين والشياطين ولد إبليس وهم لا يموتون الا مع إبليس والجن يموتون فمنهم المؤمن ومنهم الكافر * وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود قال الكهنة هم شياطين الانس * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يوحى بعضهم إلى بعض قال
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست