الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٨٦
الرحمن بن أبزي في قوله حتى إذا فشلتم قال كان وضع خمسين رجلا من أصحابه عليهم عبيد الله بن خوات فجعلهم بإزاء خالد بن الوليد على خيل المشركين فلما هزم رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس قال نصف أولئك نذهب حتى نلحق بالناس ولا تفوتنا الغنائم وقال بعضهم قد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا نريم حتى يحدث إلينا فلما رأى خالد بن الوليد رقتهم حمل عليهم فقاتلوا خالدا حتى ما توا ربضة فأنزل الله فيهم ولقد صدقكم الله وعده إلى قوله وعصيتم فجعل أولئك الذين انصرفوا عصاة * وأخرج ابن المنذر عن البراء بن عازب من بعد ما أراكم ما تحبون الغنائم وهزيمة القوم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد من بعدما أراكم ما تحبون قال نصر الله المؤمنين على المشركين حتى ركب نساء المشركين على كل صعب وذلول ثم أديل عليهم المشركون بمعصيتهم للنبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم أحد طائفة من المسلمين فقال كونوا مسلحة للناس بمنزلة أمرهم ان يثبتوا بها وأمرهم أن يا يبرحوا مكانهم حتى باذن لهم فلما لقى نبي الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبا سفيان ومن معه من المشركين هزمهم نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى المسلحة ان الله هزم المشركين انطلق بعضهم يتنادون الغنيمة الغنيمة لا تفتكم وثبت بعضهم مكانهم ولا نريم موضعنا حتى يأذن لنا نبي الله صلى الله عليه وسلم ففي ذلك نزل منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة فكان ابن مسعود يقول ما شعرت ان أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يوم أحد * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال لما هزم الله المشركين يوم أحد قال الرماة أدركوا الناس ونبي الله صلى الله عليه وسلم لا يسبقونا إلى الغنائم فتكون لهم دونكم وقال بعضهم لا نريم حتى يأذن لنا النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة قال ابن جريج قال ابن مسعود ما علمنا أن أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يومئذ * وأخرج أحمد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والبيهقي بسند صحيح عن ابن مسعود قال ما كنت أرى ان أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزلت فينا يوم أحد منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله ثم صرفكم عنهم قال صرف القوم عنهم فقتل من المسلمين بعدة من أسروا يوم بدر وقتل عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وشج في وجهه فقالوا أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدنا النصر فأنزل الله ولقد صدقكم الله وعده إلى قوله ولقد عفا عنكم * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله ولقد عفا عنكم قال يقول الله قد عفوت عنكم إذ عصيتموني ان لا أكون استأصلتكم ثم يقول الحسن هؤلاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى سبيل الله غضاب لله يقاتلون أعداء الله نهوا عن شئ فضيعوه فوالله ما تركوا حتى غموا بهذا الغم قتل منهم سبعون وقتل عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وشج في وجهه فأفسق الفاسقين اليوم يتجرأ على كل كبيرة ويركب كل داهية ويسحب عليها ثيابه ويزعم أن لا باس عليه فسوف يعلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولقد عفا عنكم قال إذ لم يستأصلكم * وأخرج البخاري عن عثمان بن موهب قال جاء رجل إلى ابن عمر فقال انى سائلك عن شئ فحدثني أنشدك بحرمة هذا البيت أتعلم ان عثمان بن عفان فر يوم أحد قال نعم قال فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها قال نعم قال فتعلم انه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهد ها قال نعم فكبر فقال ابن عمر تعال لأخبرك ولا بين لك عما سألتني عنه أما فراره يوم أحد فاشهد ان الله عفا عنه وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لك أجر رجل وسهمه وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه فبعث عثمان فكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى فضرب بها على يده فقال هذه يد عثمان اذهب بها الآن معك * قوله تعالى (إذ تصعدون الآية) * أخرج ابن جرير عن الحسن البصري انه قرأ إذ تصعدون بفتح التاء والعين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ إذ تصعدون برفع التاء وكسر العين * وأخرج ابن جرير عن هارون قال في قراءة أبي بن كعب إذ تصعدون في الوادي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة