الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٨١
ابن جرير عن القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخي بنى عدى بن النجار قال انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم فقال ما يجلسكم قالوا قتل محمد رسول الله قال فما تصنعون بالحياة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله واستقبل القوم فقاتل حتى قتل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطية العوفي قال لما كان يوم أحد وانهزموا قال بعض الناس ان كان محمد قد أصيب فاعطوهم بأيديكم انما هم إخوانكم وقال بعضهم ان كان محمد قد أصيب الا تمضون على ما مضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به فأنزل الله وما محمد الا رسول إلى قوله فأتاهم الله ثواب الدنيا * وأخرج ابن سعد في الطبقات عن محمد بن شرحبيل العبدري قال حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى فاخذ اللواء بيده اليسرى وهو يقول وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ثم قطعت يده اليسرى فجثى على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول وما محمد الا رسول الآية وما نزلت هذه الآية وما محمد الا رسول يومئذ حتى نزلت بعد ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ومن ينقلب على عقبيه قال يرتد * وأخرج البخاري والنسائي من طريق الزهري عن أبي سلمة عن عائشة ان أبا بكر أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغشى بثوب حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه وقبله وبكى ثم قال بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتبت عليك فقدمتها قال الزهري وحدثني أبو سلمة عن ابن عباس ان أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس فقال اجلس يا عمرو قال أبو بكر أما بعد من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت قال الله وما محمد الا رسول إلى قوله الشاكرين فقال فوالله لكان الناس لم يعلموا ان الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلاها الناس منه كلهم فما أسمع بشرا من الناس الا يتلوها * وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فقال إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى وان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى ابن عمران فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات فخرج أبو بكر فقال على رسلك يا عمر أنصت فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس انه من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية وما محمد الا رسول الآية فوالله لكان الناس لم يعلموا ان هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ وأخذ الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم قال عمر فوالله ما هو الا ان سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات * وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فتوعد من قال قد مات بالقتل والقطع فجاء أبو بكر فقام إلى جانب المنبر وقال إن الله نعى نبيكم إلى نفسه وهو حي بين أظهركم ونعاكم إلى أنفسكم فهو الموت حتى لا يبقى أحد الا الله قال الله وما محمد الا رسول إلى قوله الشاكرين فقال عمر هذه الآية في القران والله ما علمت أن هذه الآية أنزلت قبل اليوم وقال قال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم انك ميت وانهم ميتون * وأخرج ابن المنذر والبيهقي من طريق ابن عباس ان عمر بن الخطاب قال كنت أتأول هذه الآية وكذلك جعلناكم أمة وسط ا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا فوالله ان كنت لا ظن أنه سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها وانه هو الذي حملني على أن قلت ما قلت * وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب في قوله وسيجزي الله الشاكرين قال الثابتين على دينهم أبا بكر وأصحابه فكان على يقول كان أبو بكر أمين الشاكرين * وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن الحسن بن محمد قال قال عمر دعني يا رسول الله أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو فلا يقوم خطيبا في قومه أبدا فقال دعها فلعلها ان تسرك يوما فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم نفر أهل مكة فقام سهيل عند الكعبة فقال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات والله حي لا يموت * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن ابن عباس ان عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة