الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٨٣
* وأخرج ابن جرير عن السدى وما استكانوا يقول ما ذلوا * وأخرج عن ابن زيد وما استكانوا قال ما استكانوا لعدوهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عن ابن عباس في قوله وإسرافنا في أمرنا قال خطايانا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وإسرافنا في أمرنا قال خطايانا وظلمنا أنفسنا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله وإسرافنا في أمرنا يعنى الخطايا الكبار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فأتاهم الله ثواب الدنيا قال النصر والغنيمة وحسن ثواب الآخرة قال رضوان الله ورحمته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة فآتاهم الله ثواب الدنيا الفلح والظهور والتمكن والنصر على عدوهم في الدنيا وحسن ثواب الآخرة هي الجنة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا الآية قال لا تنتصحوا اليهود والنصارى عن دينكم ولا تصدقوهم بشئ في دينكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا الآية يقول إن تطيعوا أبا سفيان بن حرب يردوكم كفارا * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب انه سئل عن هذه الآية يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم التعرب فقال على بل هو الزرع * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمرو قال ألا أخبركم بالمرتد على عقبيه الذي يأخذ العطاء ويغزو في سبيل الله ثم يدع ذلك ويأخذ الأرض بالجزية والرزق فذلك الذي يرتد على عقبيه * قوله تعالى (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) * أخرج ابن جرير عن السدى قال لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين نحو مكة انطلق أبو سفيان حتى بلغ بعض الطريق ثم انهم ندموا فقالوا بئسما صنعتم انكم قتلتموهم حتى لم يبق الا الشريد تركتموهم ارجعوا فاستأصلوا فقذف الله في قلوبهم الرعب فانهزموا فلقوا أعرابيا فجعلوا له جعلا فقالوا له ان لقيت محمدا فأخبرهم بما قد جمعنا لهم فأخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد فأنزل الله في ذلك فذكر أبا سفيان حين أراد ان يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وما قذف في قلبه من الرعب فقال سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في هذه الآية قال قذف الله في قلب أبى سفيان الرعب فرجع إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان أبا سفيان قد أصاب منكم طرفا وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب * وأخرج مسلم عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نصرت بالرعب على العدو * وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضلت على الأنبياء بأربع أرسلت إلى الناس كافة وجعلت لي الأرض كلها ولأمتي مسجدا وطهورا فأينما رجل أدركه من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره ونصرت بالرعب مسيرة شهر يقذفه في قلوب أعدائي وأحل لنا الغنائم * قوله تعالى (ولقد صدقكم الله وعده) الآية * أخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال كان الله وعدهم على الصبر والتقوى ان يمدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وكان قد فعل فلما عصوا أمر الرسول وتركوا مصافهم وتركت الرماة عهد الرسول إليهم ان لا يبرحوا منازلهم وأرادوا الدنيا رفع عنهم مدد الملائكة وأنزل الله ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم باذنه فصدق الله وعده وأراهم الفتح فلما عصوا أعقبهم البلاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولقد صدقكم الله وعده الآية قال إن أبا سفيان أقبل في ثلاث ليال خلون من شوال حتى نزل أحدا وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن في الناس فاجتمعوا وأمر على الخيل الزبير بن العوام ومعه يومئذ المقداد بن الأسود الكندي وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء رجلا من قريش يقال له مصعب بن عمير وخرج حمزة بن عبد المطلب بالجيش وبعث حمزة بين يديه وأقبل خالد بن الوليد على خيل المشركين ومعه عكرمة بن أبي جهل فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير وقال استقبل خالد بن الوليد فكن بإزائه حتى أؤذنك وأمر بخيل أخرى فكانوا من جانب آخر فقال لا تبرحوا حتى أوذنكم وأقبل أبو سفيان يحمل اللات والعزى فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الزبير ان يحمل على خالد بن الوليد فهزمه ومن معه فقال ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بأذنهم وان الله وعد المؤمنين ان ينصرهم وانه معهم وان رسول
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة