الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٨٠
قال ينقصهم * وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين انه كان إذا تلا هذه الآية قال اللهم محصنا ولا تجعلنا كافرين وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق أم حسبتم ان تدخلوا الجنة وتصيبوا من ثوابي الكرامة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم يقول ولم أختبركم بالشدة وأبتليكم بالمكاره حتى أعلم صدق ذلك منكم الايمان بي والصبر على ما أصابكم في * قوله تعالى (ولقد كنتم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر ونستشهد أوليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ونبلي فيه خيرا ونلتمس الشهادة والجنة والحياة والرزق فأشهدهم الله أحدا فلم يلبثوا الامن شاء الله منهم فقال الله ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال غاب رجال عن بدر فكانوا يتمنون مثل بدر ان يلقوه فيصيبوا من الاجر والخير ما أصاب أهل بدر فلما كان يوم أحد ولى من ولى فعاتبهم الله على ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الربيع وقتادة قالا إن ناسا من المؤمنين لم يشهدوا يوم بدر والذي أعطاهم الله من الفضل فكانوا يتمنون ان يروا قتالا فيقاتلوا فسيق إليهم القتال حتى إذا كان بناحية المدينة يوم أحد فأنزل الله ولقد كنتم تمنون الموت الآية * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال بلغني ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون لئن لقينا مع النبي صلى الله عليه وسلم لنفعلن ولنفعلن فابتلوا بذلك فلا والله ما كلهم صدق الله فأنزل الله ولقد كنتم تمنون الموت الآية * وأخرج عن السدى قال كان ناس من الصحابة لم يشهدوا بدرا فلما رأوا فصيلة أهل بدر قالوا اللهم انا نسألك ان ترينا يوما كيوم بدر نبليك فيه خيرا فرأوا أحدا فقال لهم ولقد كنتم تمنون الموت الآية والله أعلم * قوله تعالى (وما محمد الا رسول) * أخرج ابن المنذر عن كليب قال خطبنا عمر فكان يقرأ على المنبر آل عمران ويقول إنها أحدية ثم قال تفرقنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فصعدت الجبل فسمعت يهوديا يقول قتل محمد فقلت لا أسمع أحدا يقول قتل محمد الا ضربت عنقه فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يتراجعون إليه فنزلت هذه الآية وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل هو وعصابة معه يومئذ على أكمة والناس يفرون ورجل قائم على الطريق يسألهم ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل كلما مروا عليه يسألهم فيقولون والله ما ندري ما فعل فقال والذي نفسي بيده لئن كان قتل النبي صلى الله عليه وسلم لنعطينهم بأيدينا انهم لعشائرنا وإخواننا وقالوا لو أن محمدا كان حيا لم يهزم ولكنه قد قتل فترخصوا في الفرار حينئذ فأنزل الله وما محمد الا رسول الآية كلها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال ذلك يوم أحد حين أصابهم من القتل والقرح وتداعوا نبي الله قالوا قد قتل وقال أناس منهم لو كان نبيا ما قتل وقال أناس من علية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم حتى يفتح الله عليكم أو تلحقوا به وذكر لنا ان رجلا من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال يا فلان أشعرت ان محمدا قد قتل فقال الأنصاري ان كان محمد قد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم فأنزل الله وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم يقول ارتددتم كفارا بعد ايمانكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة نحوه * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال نادى مناد يوم أحد حين هزم أصحاب محمد الا ان محمدا قد قتل فارجعوا إلى دينكم الأول فأنزل الله وما محمد الا رسول الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قال أهل المرض والارتياب والنفاق حين فر الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل محمد فالحقوا بدينكم الأول فنزلت هذه الآية وما محمد الا رسول الآية * وأخرج ابن جرير عن السدى قال فشا في الناس يوم أحد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل فقال بعض أصحاب الصخرة ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي فيأ خذلنا أمانا من أبى سفيان يا قوم ان محمد قد قتل فارجعوا إلى قومكم قبل ان يأتوكم فيقتلونكم قال أنس بن النضر يا قوم ان كان محمد قد قتل فان رب محمد لم يقتل فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء فشد بسيفه فقاتل حتى قتل فأنزل الله وما محمد الا رسول الآية * وأخرج
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة