الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٧٨
فأكثروا منهما فان إبليس قال أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلم رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون * وأخرج البزار والبيهقي في الشعب عن أنس قال جاء رجل فقال يا رسول الله انى أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذنبت فاستغفر ربك قال فإني أستغفر ثم أعود فأذنب فقال إذا أذنبت فاستغفر ربك ثم عاد فقال في الرابعة استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور * وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر الجهني ان رجلا قال يا رسول الله أحدنا يذنب قال يكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له ويتاب عليه قال فيعود ويذنب قال يكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له ويتاب عليه قال فيعود ويذنب قال يكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى تملوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولم يصروا على ما فعلوا قال لم يقيموا على ذنب وهم يعلمون أنه يغفر لمن استغفر ويتوب على من تاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال إياكم والاصرار فإنما هلك المصرون الماضون قدما لا ينهاهم مخافة الله عن حرام حرمة الله عليهم ولا يتوبون من ذنب أصابوه حتى أتاهم الموت وهم على ذلك * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويل لاقماع القول يعنى الآذان ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون * وأخرج ابن أبي الدنيا في التوبة والبيهقي عن ابن عباس قال كل ذنب أصر عليه العبد كبر وليس بكبير ما تاب منه العبد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال اتيان الذنب عمدا إصرار حتى يتوب * وأخرج البيهقي عن الأوزاعي قال الاصرار أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى ولم يصروا على ما فعلوا فينكبوا ولا يستغفروا وهم يعلمون انهم قد أذنبوا ثم أقاموا ولم يستغفروا * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصر من استغفر وان عاد في اليوم سبعين مرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل ونعم أجر العاملين بطاعة الله الجنة * قوله تعالى (قد حلت من قبلكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله قد خلت يعنى مضت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله قد خلت من قبلكم سنن يعنى تداول من الكفار والمؤمنين في الخير والشر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين قال عاقبة الأولين والأمم قبلكم كان سوء عاقبتهم متعهم الله قليلا ثم صاروا إلى النار * قوله تعالى (هذا بيان) الآية * أخرج ابن أبي شيبة في كتاب المصاحف عن سعيد بن جبير قال أول ما نزل من آل عمران هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ثم أنزل بقيتها يوم أحد * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله هذا بيان للناس قال هذا القرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله هذا بيان الآية قال هو هذا القرآن جعله الله بيانا للناس عامة وهدى وموعظة للمتقين خصوصا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي في الآية قال بيان من العمى وهدى من الضلالة وموعظة من الجهل * قوله تعالى (ولا تهنوا) الآية * أخرج ابن جرير عن الزهري قال كثر في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرئ منهم الباس فأنزل الله القرآن فآسى فيه بين المؤمنين بأحسن ما آسى به قوما كانوا قبلهم من الأمم الماضية فقال ولا تهنوا ولا تحزنوا إلى قوله لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال أقبل خالد بن الوليد يريد أن يعلو عليهم الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا يعلون علينا فأنزل الله ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الا علون ان كنتم مؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب يوم أحد فسألوا ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وما فعل فلان فنعى بعضهم لبعض وتحدثوا ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل فكانوا في هم وحزن فبينما هم كذلك علا خالد ابن الوليد بخيل المشركين فوقهم على الجبل وكان على أحد مجنبتي المشركين وهم أسفل من الشعب
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة