الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٥٢
فحلف ان لا يأكله أبدا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز في قوله الا ما حرم إسرائيل على نفسه قال إن إسرائيل هو يعقوب وكان رجلا بطيشا فلقى ملكا فعالجه فصرعه الملك ثم ضرب على فخذه فلما رأى يعقوب ما صنع به بطش به فقال ما أنا بتاركك حتى تسميني اسما فسماه إسرائيل فلم يزل يوجعه ذلك العرق حتى حرمه من كل دابة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال حرم على نفسه لحوم الانعام * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقول الذي حرم إسرائيل على نفسه زائدتا الكبد والكليتين والشحم الا ما كان على الظهر فان ذلك كان يقرب للقربان فتأكله النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء الا ما حرم إسرائيل قال لحوم الإبل وألبانها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم نزلت التوراة بتحريم الذي حرم إسرائيل فقال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين وكذبوا ليس في التوراة وانما لم يحرم ذلك الا تغليظا لمعصية بني إسرائيل بعد نزول التوراة قل فائتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين وقالت اليهود لمحمد صلى الله عليه وسلم كان موسى يهوديا على ديننا وجاءنا في التوراة تحريم الشحوم وذي الظفر والسبت فقال محمد صلى الله عليه وسلم كذبتم لم يكن موسى يهوديا وليس في التوراة الا الاسلام يقول الله قل فائتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين أفيه ذلك وما جاء هم بها أنبياؤهم بعد موسى فنزلت في الألواح جملة * وأخرج عبد بن حميد عن عامر أن عليا رضي الله عنه قال في رجل جعل امرأته عليه حراما قال حرمت عليه كما حرم إسرائيل على نفسه لحم الجمل فحرم عليه قال مسروق ان إسرائيل كان حرم على نفسه شيئا كان في علم الله ين سيحرمه إذا نزل الكتاب فوافق تحريم إسرائيل ما قد علم الله أنه سيحرمه إذا نزل الكتاب وأنتم تعمدون إلى الشئ قد أحله الله فتحرمونه على أنفسكم ما أبالي إياها حرمت أو قصعة من ثريد * قوله تعالى (ان أول بيت) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق الشعبي عن علي بن أبي طالب في قوله ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة قال كانت البيوت قبله ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله * وأخرج ابن جرير عن مطر مثله * وأخرج ابن جريج عن الحسن في الآية قال إن أول بيت وضع للناس يعبد الله فيه للذي ببكة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير والبيهقي في الشعب عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول قال المسجد الحرام فلت ثم أي قال المسجد الأقصى قلت كم بينهما قال أربعون سنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عمرو قال خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنه وكان إذ كان عرشه على الماء زبدة بيضاء وكانت الأرض تحته كأنها حشفة قد حبيت الأرض من تحته * وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال إن الكعبة خلقت قبل الأرض بألفي سنة وهي ومن الأرض انما كانت حشفة على الماء عليها ملكان من الملائكة يسبحان فلما أراد الله أن يخلق الأرض دحاها منها فجعلها في وسط الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والأزرقي عن مجاهد قوله ان أول بيت وضع للناس كقوله كنتم خير أمة أخرجت للناس * وأخرج ابن جرير عن السدى قال أما أول بيت فإنه يوم كانت الأرض ماء كان زبدة على الأرض فلما خلق الله الأرض خلق البيت معها فهو أول بيت وضع في الأرض * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال أول قبلة أعملت للناس المسجد الحرام * وأخرج ابن المنذر والأزرقي عن ابن جريج قال بلغنا ان اليهود قالت بيت المقدس أعظم من الكعبة لأنه مهاجر الأنبياء ولأنه في الأرض المقدسة فقال المسلمون بل الكعبة أعظم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ان أول بيت وضع للناس للذي بكة مباركا إلى قوله فيه آيات بينات مقام إبراهيم وليس ذلك في بيت المقدس ومن دخله كان آمنا وليس ذلك في بيت المقدس ولله على الناس حج وليس ذلك لبيت المقدس * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول بقعة وضعت في الأرض موضع البيت ثم مهدت منها الأرض وان أول جبل وضعه الله على وجه الأرض أبو قبيس ثم مدت منه الجبال * وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير قال انما سميت بكة لان الناس يجيؤن إليها من كل جانب حجاجا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال انما سميت بكة لان الناس يتباكون
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة