الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٦١
كلهم في النار الا واحدة قالوا يا رسول الله ومن هذه الواحدة قال الجماعة ثم قال واعتصموا بحبل الله جميعا * وأخرج مسلم والبيهقي عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال * وأخرج أحمد وأبو داود عن معاوية بن أبي سفيان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وان هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعنى الأهواء كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام عن عنقه حتى يراجعه ومن مات وليس امام جماعة فان موتته ميتة جاهلية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية واعتصموا بحبل الله قال بالاخلاص لله وحده ولا تفرقوا يقول لا تعادوا عليه يقول على الاخلاص وكونوا عليه إخوانا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن واعتصموا بحبل الله قال بطاعته * وأخرج عن قتادة واعتصموا بحبل الله قال بعهد الله وبأمره * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد واعتصموا بحبل الله قال الاسلام * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في قوله واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء يقتل بعضكم بعضا ويأكل شديدكم ضعيفكم حتى جاء الله بالاسلام فألف به بينكم وجمع جمعكم عليه وجعلكم عليه إخوانا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال لقى النبي صلى الله عليه وسلم نفرا من الأنصار فآمنوا به وصدقوا وأراد ان يذهب معهم فقالوا يا رسول الله ان بين قومنا حربا وانا نخاف ان جئت على حالك هذه ان لا يتهيأ الذي تريد فواعدوه العام المقبل فقالوا نذهب برسول الله صلى الله عليه وسلم فلعل الله ان يصلح تلك الحرب وكانوا يرون انها لا تصلح وهي يوم بعاث فلقوه من العام المقبل سبعين رجلا قد آمنوا به فاخذ منهم النقباء اثنى عشر رجلا فذلك حين يقول اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم وفى لفظ لابن جرير فلما كان من أمر عائشة ما كان فتشاور الحيان قال بعضهم لبعض موعدكم الحرة فخرجوا إليها فنزلت هذه الآية واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله إذ كنتم أعداء قال ما كان بين الأوس والخزرج في شأن عائشة * وأخرج ابن جرير عن ابن إسحاق قال كانت الحرب بين الأوس والخزرج عشرين ومائة سنة حتى قام الاسلام فأطفأ الله ذلك وألف بينهم * وأخرج ابن المنذر عن مقاتل بن حيان قال بلغني ان هذه الآية أنزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار في رجلين أحدهما من الخزرج والآخر من الأوس اقتتلوا في الجاهلية زمانا طويلا فقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأصلح بينهم فجرى الحديث بينهما في المجلس فتفاخروا واستبوا حتى أشرع بعضهم الرماح إلى بعض * وأخرج ابن المنذر عن قتادة واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا إذ كنتم تذابحون فيها يأكل شديدكم ضعيفكم حتى جاء الله بالاسلام فآخى به بينكم وألف به بينكم اما والله الذي لا إله الا هو ان الألفة لرحمة وان الفرقة لعذاب ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول والذي نفس محمد بيده لا يتواد رجلان في الاسلام فيفرق بينهما أول من ذنب يحدثه أحدهما وان 7 أرادهما المحدث * وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار بم تمنون على أليس جئتكم ضلالا فهداكم الله بي وجئتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم بي قالوا بلى يا رسول الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وكنتم على شفا حفرة من النار ويقول كنتم على طرف النار من مات منكم وقع في النار فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فاستنقذكم به من تلك الحفرة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه قرأ وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها قال أنقذنا فأرجو أن لا يعيدنا فيها * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها قال أنقذكم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عباس ابن مرداس وهو يقول يكب على شفا الأذقان كبا * كما زلق التحتم عن جفاف * قوله تعالى (ولتكن منكم أمة) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن الأنباري
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة