الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٢
آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا حتى فرغوا من الآية فكتب فيهم إلى عمر فكتب إليه ان أتاك كتابي هذا نهار فلا تنتظر بهم الليل وان أتاك ليلا فلا تنتظر بهم النهار حتى تبعث بهم إلى لا يفتنوا عباد الله فبعث بهم إلى عمر فلما قدموا على عمر قال شربتم الخمر قالوا نعم فتلا عليهم انما الخمر والميسر إلى آخر الآية قالوا اقرأ التي بعدها ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا قال فشاور فيهم الناس فقال لعلى ما ترى قال أرى انهم تسرعوا في دين الله ما لم يأذن الله فيه فان زعموا انها حلال فاقتلهم فقد أحلوا ما حرم الله وان زعموا انها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين فقد افتروا على الله الكذب وقد أخبرنا الله بحد ما يفترى به بعضنا على بعض قال فجلدهم ثمانين ثمانين * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لعن الخمر ولعن غارسها ولعن شاربها ولعن عاصرها ولعن مؤويها ولعن مديرها ولعن ساقيها ولعن حاملها ولعن آكل ثمنها ولعن بائعها * وأخرج وكيع والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة الا ان يتوب * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر في الدنيا ولم يتب لم يشربها في الآخرة وان أدخل الجنة * وأخرج مسلم والبيهقي عن جابر بن عبد الله ان رجلا قدم من اليمن فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له المزر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو يسكر هو قالوا نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام ان الله عهد لمن يشرب المسكر ان يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار * وأخرج عبد الرزاق والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه وان شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه وان شربها الثالثة لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه فان شربها الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب لم يتب الله عليه وكان حقا على الله ان يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال صديد أهل النار * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر شربة لم تقبل صلاته أربعين صباحا فان تاب تاب الله عليه فان عاد لم تقبل توبته أربعين صباحا فلا أدرى أفى الثالثة أو في الرابعة قال فان عاد كان حقا على الله ان يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها ومن ترك الصلاة سكرا أربع مرات كان حقا على الله ان يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال يا رسول الله قال عصارة أهل النار * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وشاربها وآكل ثمنها * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتاني جبريل فقال يا محمد ان الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها وساقيها ومسقيها * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عثمان سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اجتنبوا أم الخبائث فإنه كان رجل فيمن كان قبلكم يتعبد ويعتزل النساء فعلقته امرأة غاوية فأرسلت إليه خادمها فقالت انا ندعوك لشهادة فدخل فطفقت كلما دخل عليها بابا أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة جالسة وعندها غلام وباطية فيها خمر فقالت أنا لم أدعك لشهادة ولكن دعوتك لتقتل هذا الغلام أو تقع على أو تشرب كأسا من هذا الخمر فان أبيت صحت وفضحتك فلما رأى أنه لابد من ذلك قال اسقني كأسا من هذا الخمر فسقته كأسا من الخمر ثم قال زيديني فلم يرم حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنه والله لا يجتمع الايمان وإدمان الخمر في صدر رجل أبدا ليوشكن أحدهما ان يخرج صاحبه وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن عثمان موقوفا * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر * وأخرج ابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن أبي الدرداء قال أوصاني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ان لا تشرك بالله شيئا
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة