الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٧
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يمين الله ملأى لا يغيضها نفقه سحاء الليل والنهار أرأيتهم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه قال وعرشه على الماء وفى يده الأخرى القبض يرفع ويخفض * قوله تعالى (وليزيدن كثيرا منهم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا قال حملهم حسد محمد والعرب على أن تركوا القرآن وكفروا بمحمد ودينه وهم يجدونه عندهم مكتوبا * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع قال قالت العلماء فيما حفظوا وعلموا انه ليس على الأرض قوم حكموا بغير ما أنزل الله الا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء وقال ذلك في اليهود حيث حكموا بغير ما انزل الله وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة قال اليهود والنصارى وفى قوله كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله قال حرب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله قال كلما أجمعوا أمرهم على شئ فرقة الله وأطفأ حدهم ونارهم وقذف في قلوبهم الرعب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتاد ة كلما أو قدا نار للحرب أطفأها الله قال أولئك أعداء الله اليهود كلما أوقدوا نارا للحرب أطفاها الله فلن تلقى اليهود ببلد وجدتهم من أذل أهل لقد جاء الاسلام حين جاءوهم تحت أيدي المجوس وهم أبغض خلق الله تعمية وتصغيرا بأعمالهم أعمال السوء * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأ ها الله قال كلما اجتمعت السفلة على قتل العرب * قوله تعالى (ولو أن أهل الكتاب آمنوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وبن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا قال آمنوا بما أنزل الله واتقوا ما حرم الله * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مالك بن دينار قال جنات النعيم بين جنات الفردوس وجنات عدن وفيها جواز خلقن من ورد الجنة قيل فمن سكنها قال الذين هموا بالمعاصي فلما ذكروا عظمة الله جل جلاله راقبوه * قوله تعالى (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل الآية قال اما إقامتهم التوراة والإنجيل فالعمل بهما وأما ما أنزل إليهم من ربهم فمحمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه وأما لا كلوا من فوقهم فأرسلت عليهم مطرا وأما من تحت أرجلهم يقول لأنبت لهم من الأرض من رزقي ما يغنيهم منهم أمة مقتصدة وهم مسلمة أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس لا كلوا من فوقهم يعنى لأرسل عليهم السماء مدرارا ومن تحت أرجلهم قال تخرج الأرض من بركاتها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية يقول لا كلوا من الرزق الذي ينزل من السماء والذي ينبت من الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم يقول لأعطتهم السماء بركاتها والأرض نباتها منهم أمة مقتصدة على كتاب الله قد آمنوا ثم ذم أكثر القوم فقال وكثير منهم ساء ما يعملون * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس قال الأمة المقتصدة الذين لأهم فسقوا في الدين ولاهم غلوا قال والغلو الرغبة والفسق التقصير عنه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى أمة مقتصدة يقول مؤمنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن جبير بن نفير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوشك ان يرفع العلم قلت كيف وقد قرأنا القرآن وعلمناه أبناءنا فقال ثكلتك أمك يا ابن نفير ان كنت لأراك من أفقه أهل المدينة أو ليست التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى فما أغنى عنهم حين تركوا أمر الله ثم قرأ ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل الآية * وأخرج أحمد وابن ماجة من طريق ابن أبي الجعد عن زياد بن لبيد قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال وذلك عند ذهاب أبناءنا قلنا يا رسول الله وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة قال ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرؤن التوراة والإنجيل ولا ينتفعون مما فيها بشئ * وأخرج ابن مردويه من طريق يعقوب بن زيد بن طلحة عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا قال ثم حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة سبعون منها في النار وواحدة منها في الجنة وتفرقت أمة عيسى على اثنين وسبعين ملة واحدة منها في الجنة وإحدى وسبعون منها في النار وتعلو
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة