الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٧
صلى الله عليه وسلم يقول طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء * وأخرج البيهقي عن أبي فراس رجل من أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوني عما شئتم فنادى رجل يا رسول الله ما الاسلام قال أقام الصلاة وإيتاء الزكاة قال فما الايمان قال الاخلاص قال فما اليقين قال التصديق بالقيامة * وأخرج البزار بسند حسن عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في حجة الوداع نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن إخلاص العمل لله والمناصحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فان دعاءهم يحيط من ورائهم * وأخرج النسائي عن مصعب بن سعد عن أبيه انه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم * وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي في زوائد الزهد وأبو الشيخ بن حبان عن مكحول قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أخلص عبد الله أربعين صباحا الا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أخلص قلبه للايمان وجعل قلبه سلما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وأذنه مستمعة وعينه ناظرة فاما الاذن فقمع والعين مقرة لما يوعي القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قيل يا رسول الله وما إخلاصها قال إن تحسبنوه عن المحارم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والحكيم والترمذي وابن أبي حاتم عن أبي ثمامة قال قال الحواريون لعيسى عليه السلام يا روح الله من المخلص لله قال الذي يعمل لله لا يحب أن يحمده الناس عليه * وأخرج ابن عساكر عن أبي إدريس قال لا يبلغ عبد حقيقة الاخلاص حتى لا يحب أن يحمده أحد على شئ من عمل الله عز وجل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ما يفعل الله بعذابكم الآية قال الله لا يعذب شاكرا ولا مؤمنا * قوله تعالى (لا يحب الله الجهر بالسوء) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الآية قال لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد الا أن يكون مظلوما فإنه رخص له أن يدعو على من ظلمه وان يصبر فهو خير له * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال هو الرجل يظلم الرجل فلا يدع عليه ولكن ليقل اللهم أعنى عليه اللهم استخرج لي حقي حل بينه وبين ما يريد ونحو هذا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال عذر الله المظلوم كما تسمعون أن يدعو * وأخرج أبو داود عن عائشة انها سرق لها شئ فجعلت تدعو عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبخي عنه بدعائك * وأخرج الترمذي عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا على من ظلمه فقد انتصر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال نزلت في رجل ضاف رجلا بفلاة من الأرض فلم يضفه فنزلت الامن ظلم ذكرانه لم يضفه لا يزيد على ذلك * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال هو الرجل ينزل بالرجل فلا يحسن ضيافته فيخرج من عنده فيقول أساء ضيافتي ولم يحسن * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية يقول إن الله لا يحب الجهر بالسوء من القول من أحد من الخلق ولكن يقول من ظلم فانتصر بمثل ما ظلم فليس عليه جناح * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال كان أبى يقرأ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم قال ابن زيد يقول من قام على ذلك النفاق فجهر له بالسوء حتى نزع * وأخرج ابن المنذر عن إسماعيل لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم قال كان الضحاك بن مزاحم يقول هذا في التقديم والتأخير يقول الله ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم الا من ظلم وكان يقرؤها كذلك ثم قال لا يحب الله الجهر بالسوء من القول أي على كل حال * قوله تعالى (ان الذين يكفرون) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال أولئك أعداء الله اليهود والنصارى آمنت اليهود بالتوراة وموسى وكفروا بالإنجيل وعيسى وآمنت النصارى بالإنجيل وعيسى وكفروا بالقرآن ومحمد فاتخذوا اليهودية والنصرانية وهما بدعتان ليستأمن الله وتركوا الاسلام وهو دين الله الذي بعث به رسوله * وأخرج ابن جرير عن السدى وابن جريج نحوه * قوله تعالى (يسألك أهل الكتاب) الآيات
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة