الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٣١
بعد قتل تسعة وتسعين نفسا قال فانتضى سيفه فقتله فأكمل به مائة ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل فاتاه فقل انى قتلت مائة نفس فهل لي من توبة فقال ومن يحول بينك وبين التوبة أخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية الصالحة قرية كذا وكذا فاعبد ربك فيها فخرج يريد القرية الصالحة فعرض له أجله في الطريق فاختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقال إبليس أنا أولى به انه لم يعصني ساعة قط فقالت الملائكة انه خرج تائبا فبعث الله ملكا فاختصموا إليه فقال انظروا أي القريتين كانت أقرب إليه فألحقوه بها فقرب الله منه القرية الصالحة وباعد منه القرية بالخبيثة فألحقه باهل القرية الصالحة * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر * وأخرج البيهقي في الشعب عن رجل من الصحابة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من انسان يتوب إلى الله عز وجل قبل ان تغرغر نفسه في شدقه الا قبل الله توبته * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عمر قال التوبة مبسوطة للعبد ما لم يسق ثم قرأ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن ثم قال وهل الحضور الا السوق * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن قال لا يقبل ذلك منه * وأخرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله وليست التوبة للذين يعملون السيئات الآية قال هم أهل الشرك * وأخرج ابن جرير من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله وليست التوبة للذين يعملون السيئات الآية قال هم أهل الشرك * وأخرج ابن جرير من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن فليس لهذا عند الله توبة ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أبعد من التوبة * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله وليست التوبة الآية قال فأنزل الله بعد ذلك أن الله لا يغفران يشرك به ويغفر ما دون ذلك من يشاء فحرم الله المغفرة على من مات وهو كافر وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمرو قال ما من ذنب مما يعمل بين السماء والأرض يتوب منه العبد قبل ان يموت الا تاب الله عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم النخعي قال كان يقال التوبة مبسوطة ما لم يؤخذ بكظمه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عمر وقال من تاب قبل موته بفواق تيب عليه قيل ألم يقل الله وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن فقال انما أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد والبخاري في التاريخ والحاكم وابن مردويه عن أبي ذر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقبل توبة عبده أو يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب قيل وما وقوع لحجاب قال تخرج النفس وهي مشركة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم ان ترثوا) الآية * أخرج البخاري وأبو داود والنسائي والبيهقي في سننه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها قال كانوا ذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته ان شاء بعضهم تزوجها وان شاؤوا زوجوها وان شاؤوا لم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك * وأخرج أبو داود من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية قال كان الرجل يرث امرأة ذي قرابته فيعضلها حتى تموت أو ترد إليه صداقها فاحكم الله عن ذلك أي نهى عن ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في هذه الآية قال كان الرجل إذا مات وترك جارية ألقى عليها حميمه ثوبه فمنعها من الناس فان كانت جميلة تزوجها وان كانت ذميمة حبسها حتى تموت فيرثها وهي قوله ولا تعضلوهن يعنى لا تقهروهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن يعنى الرجل تكون له المرأة وهو كاره لصحبتها ولها عليه مهر فيضربها لتفتدي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس قال كان الرجل إذا مات أبوه أو حميمه كان أحق بامرأة الميت ان شاء أمسكها أو يحبسها حتى تفتدي منه بصداقها أو تموت فيذهب بمالها قال عطاء بن أبي رباح وكان أهل الجاهلية إذا هلك الرجل فترك امرأة يحبسها
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة