وابن المنذر عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال ما بعث الله من نبي ولا أرسل من رسول أنزل عليهم الكتاب الا أنزل عليه هذه الآية وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على شئ قدير فكانت الأمم تأبى على أنبيائها ورسلها ويقولون نؤاخذ بما نحدث به أنفسنا ولم تعمله جوارحنا فيكفرون ويضلون فلما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم اشتد على المسلمين ما اشتد على الأمم قبلهم فقالوا يا رسول الله أنؤاخذ بما نحدث به أنفسنا ولم تعمله جوارحنا قال نعم فاسمعوا وأطيعوا واطلبوا إلى ربكم فذلك قوله آمن الرسول الآية فوضع الله عنهم حديث النفس الا ما عملت الجوارح لها ما كسبت من خير وعليها ما اكتسبت من شر ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا قال فوضع عنهم الخطأ والنسيان ربنا ولا تحمل علينا إصرا الآية قال فلم يكلفوا ما لم يطيقوا ولم يحمل عليهم الإصر الذي جعل على الأمم قبلهم وعفا عنهم وغفر لهم ونصرهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه فذلك سرائرك وعلانيتك يحاسبكم به الله فإنها لم تنسخ ولكن الله إذا جمع الخلائق يوم القيامة يقول انى أخبركم بما أخفيتم في أنفسكم مما لم تطلع عليه ملائكتي فاما المؤمنون فيخبرهم ويغفر لهم ما حدثوا به أنفسهم وهو قوله يحاسبكم به الله يخبركم وأما أهل الشك والريب فيخبرهم بما أخفوا من التكذيب وهو قوله ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس عن مجاهد في قوله وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه قال من اليقين والشك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه فذلك سر عملك وعلانيته يحاسبكم به الله فما من عبد مؤمن يسر في نفسه خيرا ليعمل به فان عمل به كتبت له عشر حسنات وان هو لم يقدر له أن يعمل كتب له به حسنة من أجل انه مؤمن والله رضى سر المؤمنين وعلانيتهم وان كان سوأ حدث به نفسه اطلع الله عليه أخبره الله به يوم تبلى السرائر فان هو لم يعمل به لم يؤاخذه الله به حتى يعمل به فان هو عمل به تجاوز الله عنه كما قال أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله نسخت فقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها * وأخرج الطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله قال لما نزلت اشتد ذلك على المسلمين وشق عليهم فنسخها الله فأنزل الله لا يكلف الله نفسا الا وسعها * وأخرج الطبراني في مسند الشاميين عن ابن عباس قال لما نزلت ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه الآية أتى أبو بكر وعمر ومعاذ بن جبل وسعد بن زرارة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما نزل علينا آية أشد من هذه * وأخرج ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس في الآية قال إن الله يقول يوم القيامة ان كتابي لم يكتبوا من أعمالكم الا ما ظهر منها فاما ما أسررتم في أنفسكم فانا أحاسبكم به اليوم فاغفر لمن شئت وأعذب من شئت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في الآية قال هي محكمة لم ينسخها شئ يعرفه الله يوم القيامة انك أخفيت في صدرك كذا وكذا ولا يؤاخذه * وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أمية انها سألت عائشة عن قول الله تعالى وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله وعن قوله من يعمل سوأ يجزيه فقالت ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذه معاتبة الله العبد فيما يصيبه من الحمى والنكبة حتى البضاعة يضعها في يد قميصه فيفقدها فيفزع لها ثم يجدها في ضبينه حتى أن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير من طريق الضحاك عن عائشة في قوله وان تبدوا ما في أنفسكم الآية قالت هو الرجل يهم بالمعصية ولا يعملها فيرسل عليه من الغم والحزن بقدر ما كان هم من المعصية فتلك محاسبته * وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت كل عبدهم بسوء ومعصية وحدث به نفسه حاسبه الله به في الدنيا يخاف ويحزن ويشتد همه لا يناله من ذلك شئ كما هم بالسوء ولم يعمل منه شيئا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ فيغفر
(٣٧٥)