الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٦٨
قال لا تبيعوا الذهب بالذهب الا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا الورق بالورق الا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا غائبا بناجز * وأخرج الشافعي ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبيعوا الذهب بالذهب ولا الورق بالورق ولا البر بالبر ولا الشعير بالشعير ولا التمر بالتمر ولا الملح بالملح الا سواء بسواء عينا بعين يدا بيد ولكن بيعوا الذهب بالورق والورق بالذهب والبر بالشعير والشعير بالبر والتمر بالملح والملح بالتمر يدا بيد كيف شئتم من زاد أو ازدادا فقد أربى * وأخرج مالك ومسلم والبيهقي عن عثمان بن عفان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبيعوا الدينار بالدينارين ولا الدرهم بالدرهمين * وأخرج مالك ومسلم والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدينار بالدينار لا فضل بينهما والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما * وأخرج مسلم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم وزن بوزن لا فضل بينهما ولا يباع عاجل بآجل * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي والبيهقي عن أبي المنهال قال سألت البراء بن عازب وزيد ابن أرقم عن الصرف فقالا كنا تاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصرف فقال ما كان منه يدا بيد فلا باس وما كان منه نسيئة فلا * وأخرج مالك والشافعي وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن سعد بن أبي وقاص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن اشتراء الرطب بالتمر فقال أينقص الرطب إذا يبس قالوا نعم فنهى عن ذلك * وأخرج البزار عن أبي بكر الصديق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذهب بالذهب والفضة بالفضة مثلا بمثل الزائد والمستزيد في النار * وأخرج البزار عن أبي بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصرف قبل موته بشهرين * قوله تعالى (وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة قال نزلت في الربا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس وان كان ذو عسرة فنظرة قال انما أمر في الربا ان ينظر المعسر وليست النظرة في الأمانة ولكن تؤدى الأمانة إلى أهلها * وأخرج ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة هذا في شأن الربا وان تصدقوا بها للمعسر فتتركوها له * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والنحاس في ناسخه وابن جرير عن ابن سيرين أن رجلين اختصما إلى شريح في حق فقضى عليه شريح وأمر بحبسه فقال رجل عنده انه معسر والله تعالى يقول وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة قال انما ذلك في الربا ان الربا كان في هذا الحي من الأنصار فأنزل الله وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وقال إن الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس وان كان ذو عسرة يعنى المطلوب * وأخرج ابن جرير عن السدى وان كان ذو عسرة فنظرة برأس المال إلى ميسرة يقول إلى غنى وان تصدقوا برؤس أموالكم على الفقير فهو خير لكم فتصدق به العباس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك في الآية قال من كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة وكذلك كل دين على مسلم فلا يحل لمسلم له دين على أخيه يعلم منه عسرة ان يسجنه ولا يطلبه حتى ييسره الله عليه وان تصدقوا برؤس أموالكم يعنى على المعسر خير لكم من نظرة إلى ميسرة فاختار الله الصدقة على النظارة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير وان تصدقوا خير لكم يعنى من تصدق بدين له على معدم فهو أعظم لأجره ومن لم يتصدق عليه لم ياثم ومن حبس معسرا في السجن فهو آثم لقوله فنظرة إلى ميسرة ومن كان عنده ما يستطيع ان يؤدى عن دينه فلم يفعل كتب ظالما * وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده ومسلم وابن ماجة عن أبي اليسر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظلة يوم لا ظل الا ظله * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن حذيفة ان رجلا أتى به الله عز وجل فقال ماذا عملت في الدنيا فقال له الرجل ما عملت مثقال ذرة من خير فقال له ثلاثا وقال في الثالثة انى كنت أعطيتني فضلا من المال في الدنيا فكنت أبايع الناس فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر فقال تبارك وتعالى نحن أولى بذلك منك تجاوزا عن عبدي فغفر له * وأخرج
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست