الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٩
صريح ونفى عنه الحياة لأنها ليست بحياة طيبة ولا نافعة * (وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون) * فإن المعتزلة احتجوا بها على نفي الرؤية فإن النظر في قوله تعالى * (إلى ربها ناظرة) * لا يستلزم الإبصار ورد بأن المعنى أنها تنظر إليه بإقبالها عليه وليست تبصر شيئا * (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون) * فإنه وصفهم أولا بالعلم على سبيل التوكيد القسمي ثم نفاه آخرا عنهم لعدم جريهم على موجب العلم قاله السكاكي الرابع 4862 قالوا المجاز يصح نفيه بخلاف الحقيقة وأشكل على ذلك * (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) * فإن المنفي فيه هو الحقيقة وأجيب بأن المراد بالرمي هنا المترتب عليه وهو وصوله إلى الكفار فالوارد عليه النفي هنا مجاز لا حقيقة والتقدير وما رميت خلقا إذ رميت كسبا أو ما رميت انتهاء إذ رميت ابتداء الخامس 4863 نفي الاستطاعة قد يراد به نفي القدرة والإمكان وقد يراد نفي الامتناع وقد يراد به الوقوع بمشقة وكلفة من الأول * (فلا يستطيعون توصية) * * (فلا يستطيعون ردها) * * (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) * ومن الثاني * (هل يستطيع ربك) * على القراءتين أي هل يفعل أو هل تجيبنا إلى أن تسأل فقد علموا أنه قادر على الإنزال وأن عيسى قادر على السؤال ومن الثالث * (إنك لن تستطيع معي صبرا) * قاعدة 4864 نفي العام يدل على نفي الخاص وثبوته لا يدل على ثبوته وثبوت
(٢٠٩)
مفاتيح البحث: مدرسة المعتزلة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»