الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٩٨
4805 ومنه * (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء) * فإن إنزال الخير مناسب للربوبية وأعاده بلفظ (الله) لأن تخصيص الناس بالخير دون غيرهم مناسب للإلهية لأن دائرة الربوبية أوسع 4806 ومنه * (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض) * إلى قوله * (بربهم يعدلون) * وإعادته في جملة أخرى أحسن منه في الجملة الواحدة لانفصالها وبعد الطول أحسن من الإضمار لئلا يبقى الذهن متشاغلا بسبب ما يعود عليه فيفوته ما شرع فيه كقوله * (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه) * بعد قوله * (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر) * النوع الرابع عشر الإيغال وهو الإمعان 4807 وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها وزعم بعضهم أنه خاص بالشعر ورد بأنه وقع في القرآن من ذلك * (يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون) * فقوله (وهم مهتدون) إيغال لأنه يتم المعنى بدونه إذ الرسول مهتد لا محالة لكن فيه زيادة مبالغة في الحث على اتباع الرسل والترغيب فيه 4808 وجعل ابن أبي الإصبع منه * (ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) * فإن قوله (إذا ولوا مدبرين) زائد على المعنى مبالغة في عدم انتفاعهم * (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) * زائد على المعنى لمدح المؤمنين والتعريض بالذم لليهود وأنهم بعيدون عن الإيقان * (إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) * فقوله (مثل ما) إلى آخره إيغال زائد على المعنى لتحقيق هذا الوعد وأنه واقع معلوم ضرورة لا يرتاب فيه أحد النوع الخامس عشر التذييل 4809 وهو أن يؤتى بجملة عقب جملة والثانية تشتمل على المعنى الأول
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»