لأن التعجب لا يكون إلا من شيء خارج عن نظائره وأشكاله 4849 وقال الرماني المطلوب في التعجب الإبهام لأن من شأن الناس أن يتعجبوا مما لا يعرف سببه فكلما استبهم السبب كان التعجب أحسن قال وأصل التعجب إنما هو للمعنى الخفي سببه والصيغة الدالة عليه تسمى تعجبا مجازا قال ومن أجل الإبهام لم تعمل (نعم) إلا في الجنس من أجل التفخيم ليقع التفسير على نحو التفخيم بالإضمار قبل الذكر 4850 ثم قد وضعوا للتعجب صيغا من لفظه وهي (ما أفعل) و (أفعل به) وصيغا من غير لفظه نحو (كبر) كقوله * (كبرت كلمة تخرج من أفواههم) * * (كبر مقتا عند الله) * * (كيف تكفرون بالله) * قاعدة 4851 قال المحققون إذا ورد التعجب من الله صرف إلى المخاطب كقوله * (فما أصبرهم على النار) * أي هؤلاء يجب أن يتعجب منهم وإنما لا يوصف تعالى بالتعجب لأنه استعظام يصحبه الجهل وهو تعالى منزه عن ذلك ولهذا تعبر جماعة بالتعجيب بدله أي أنه تعجيب من الله للمخاطبين ونظير هذا مجيء الدعاء والترجي منه تعالى إنما هو بالنظر إلى ما تفهمه العرب أي هؤلاء مما يجب أن يقال لهم عندكم هذا ولذلك قال سيبويه في قوله تعالى * (لعله يتذكر أو يخشى) * المعنى اذهبا على رجائكما وطمعكما وفي قوله * (ويل للمطففين) * * (ويل يومئذ للمكذبين) * لا نقول هذا دعاء لأن الكلام بذلك قبيح ولكن العرب إنما تكلموا بكلامهم وجاء القرآن على لغتهم وعلى ما يعنون فكأنه قيل لهم * (ويل للمطففين) * أي هؤلاء مما وجب هذا القول لهم لأن هذا الكلام إنما يقال لصاحب الشرور والهلكة فقيل هؤلاء ممن دخل في الهلكة 1 - فرع 4852 من أقسام الخبر الوعد والوعيد نحو * (سنريهم آياتنا في الآفاق) *
(٢٠٦)