إبطال وهذا إنكار توبيخ والمعنى على أن ما بعده واقع جدير بأن ينفي فالنفي هنا غير قصدي والإثبات قصدي عكس ما تقدم ويعبر عن ذلك بالتقريع أيضا نحو * (أفعصيت أمري) * * (أتعبدون ما تنحتون) * * (أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين) * وأكثر ما يقع التوبيخ في أمر ثابت ووبخ على فعله كما ذكر ويقع على ترك فعل كان ينبغي أن يقع كقوله * (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر) * * (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) * 4875 الثالث وهو حمل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عنده قال ابن جني ولا يستعمل ذلك بهل كما يستعمل بغيرها من أدوات الاستفهام وقال الكندي ذهب كثير من العلماء في قوله * (هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم) * إلى أن (هل) تشارك الهمزة في معنى التقرير والتوبيخ إلا أني رأيت أبا علي أبى ذلك وهو معذور لأن ذلك من قبيل الإنكار 4876 ونقل أبو حيان عن سيبويه أن استفهام التقرير لا يكون بهل إنما يستعمل فيه الهمزة ثم نقل عن بعضهم أن (هل) تأتي تقريرا كما في قوله تعالى * (هل في ذلك قسم لذي حجر) * 4877 والكلام مع التقرير موجب ولذلك يعطف عليه صريح الموجب ويعطف على صريح الموجب فالأول كقوله تعالى * (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك) * * (ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك) * * (ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل) * والثاني نحو * (أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما) * على ما قرره الجرجاني من جعلها مثل * (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) * وحقيقة استفهام التقرير أنه استفهام إنكار والإنكار نفي وقد دخل على النفي ونفي النفي إثبات ومن أمثلته * (أليس الله بكاف عبده) * * (ألست بربكم) * وجعل منه
(٢١٣)