الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٠١
وأوصافه وأسبابه حتى يستوعب جميع ما تقع الخواطر عليه فلا يبقى لأحد فيه مساغ النوع العشرون الاعتراض 4816 وسماه قدامة التفاتا وهو الإتيان بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب في أثناء كلام أو كلامين اتصلا معنى لنكته غير دفع الإيهام كقوله * (ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون) * فقوله * (سبحانه) * اعتراض لتنزيه الله سبحانه وتعالى عن البنات والشناعة على جاعليها وقوله * (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين) * فجملة الاستثناء اعتراض للتبرك 4817 ومن وقوعه بأكثر من جملة * (فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين نساؤكم حرث لكم) * فقوله * (نساؤكم) * متصل بقوله * (فأتوهن) * لأنه بيان له وما بينهما اعتراض للحث على الطهارة وتجنب الأدبار وقوله * (يا أرض ابلعي ماءك) * إلى قوله * (وقيل بعدا) * فيه اعتراض بثلاث جمل وهي * (وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي) * قال في الأقصى القريب ونكتته إفادة أن هذا الأمر واقع بين القولين لا محالة ولو أتى به آخرا لكان الظاهر تأخره فبتوسطه ظهر كونه غير متأخر ثم فيه اعتراض في اعتراض فإن (وقضي الأمر) معترض بين (وغيض) و (واستوت) لأن الاستواء يحصل عقب الغيض وقوله * (ولمن خاف مقام ربه جنتان) * إلى قوله * (متكئين على فرش) * فيه اعتراض بسبع جمل إذا أعرب حالا منه 4818 ومن وقوع اعتراض في اعتراض * (فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم) * اعترض بين القسم وجوابه بقوله * (وإنه لقسم) * الآية وبين القسم وصفته بقوله * (لو تعلمون) * تعظيما للمقسم به وتحقيقا لإجلاله وإعلاما لهم بأن له عظمة لا يعلمونها 4819 قال الطيبي في التبيان ووجه حسن الاعتراض حسن الإفادة مع أن
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»