الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٩٩
لتأكيد منطوقه أو مفهومه ليظهر المعنى لمن لم يفهمه ويتقرر عند من فهمه نحو * (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور) * * (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) * * (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون) * * (كل نفس ذائقة الموت) * * (ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير) * النوع السادس عشر الطرد والعكس 4810 قال الطيبي وهو أن يؤتى بكلامين يقرر الأول بمنطوقه مفهوم الثاني وبالعكس كقوله * (ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات) * إلى قوله * (ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن) * فمنطوق الأمر بالاستئذان في تلك الأوقات خاصة مقرر لمفهوم رفع الجناح فيما عداها وبالعكس وكذا قوله * (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) * 4811 قلت وهذا النوع يقابله في الإيجاز نوع الاحتباك النوع السابع عشر التكميل 4812 ويسمى بالاحتراس وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفع ذلك الوهم نحو * (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) * فإنه لو اقتصر على (أذلة) لتوهم أنه لضعفهم فدفعه بقوله (أعزة) ومثله * (أشداء على الكفار رحماء بينهم) * لو اقتصر على (أشداء) لتوهم أنه لغلظهم * (تخرج بيضاء من غير سوء) * * (لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) * احتراس لئلا يتوهم نسبة الظلم إلى سليمان ومثله * (فتصيبكم منهم معرة بغير علم) * وكذا * (قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) * فالجملة الوسطى احتراس لئلا يتوهم أن التكذيب مما في نفس الأمر قال في عروس الأفراح فإن قيل كل من ذلك أفاد معنى جديدا فلا يكون إطنابا قلنا هو إطناب لما قبله من حيث رفع توهم غيره وإن كان له معنى في نفسه
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»