الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٤٤٦
والثاني أن يتقدم عليها همزة يطلب بها وبأم التعيين نحو * (آلذكرين حرم أم الأنثيين) * 3023 وسميت في القسمين متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغني بأحدهما عن الآخر وتسمى أيضا معادلة لمعادلتها للهمزة في إفادة التسوية في القسم الأول والاستفهام في الثاني 3024 ويفترق القسمان من أربعة أوجه أحدها وثانيها أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جوابا لأن المعنى معها ليس على الاستفهام وأن الكلام معها قابل للتصديق والتكذيب لأنه خبر وليست تلك كذلك الاستفهام منها على حقيقته والثالث والرابع أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين ولا تكون الجملتان معها إلا في تأويل المفردين وتكون الجملتان فعليتين واسميتين ومختلفتين نحو * (سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون) * وأم الأخرى تقع بين المفردين وهو الغالب فيها نحو * (أأنتم أشد خلقا أم السماء) * وبين جملتين ليسا في تأويلهما 3025 النوع الثاني منقطعة وهي ثلاثة أقسام مسبوقة بالخبر المحض نحو * (تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) * * (أم يقولون افتراه) * ومسبوقة بالهمزة لغير الاستفهام نحو * (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها) * إذ الهمزة في ذلك للإنكار فهي بمنزلة النفي والمتصلة لا تقع بعده ومسبوقة باستفهام بغير الهمزة نحو * (قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور) * 3026 ومعنى أم المنقطعة الذي لا يفارقها الإضراب ثم تارة تكون له مجردا وتارة تضمن مع ذلك استفهاما إنكاريا
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»