تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٩١
ثم ذكر بقية التوجيه وهو واضح لا نطيل بسرده.
وقوله سبحانه: * (فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون) * أي: في توقيف هذا الرجل على هذا الفعل وأنتم معكم من تسئلون ثم رأوا ببديهة العقل أن الأصنام لا تنطق، فقالوا لإبراهيم حين نكسوا في حيرتهم: * (لقد علمت ما هؤلاء ينطقون) *، فوجد إبراهيم عليه السلام عند هذه المقالة موضع الحجة ووقفهم موبخا لهم بقوله: * (أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئا...) * الآية. ثم حقر شأنهم وشأنها بقوله: * (أف لكم ولما تعبدون من دون الله...) * الآية.
* ص *: وقولهم: * (لقد علمت) *: جواب قسم محذوف معمول لقول محذوف في موضع الحال، أي: قائلين، لقد علمت. انتهى.
وقال الثعلبي: * (فرجعوا إلى أنفسهم) * أي: تفكروا بعقولهم فقالوا: ما نراه إلا كما قال، إنكم أنتم الظالمون في عبادتكم الأصنام الصغار مع هذا الكبير. اه‍.
وما قدمناه عن * ع * هو الأوجه و * (أف) * لفظة تقال عند المستقذرات من الأشياء، ويستعار ذلك للمستقبح من المعاني، ثم أخذتهم العزة بالإثم وانصرفوا إلى طريق الغلبة والغشم، فقالوا: * (حرقوه) *; روي: أن قائل هذه المقالة هو رجل من الأكراد من أعراب فارس، أي: من باديتها، فخسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، وروي: أنه لما أجمع رأيهم على تحريقه حبسه نمرود الملك (لعنه الله) وأمر بجمع
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381