تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٨٦
أفهم الخالدون، إن مت؟!
وقوله سبحانه: * (كل نفس ذائقة الموت...) * الآية: موعظة بليغة لمن وفق; قال أبو نعيم: كان الثوري (رضي الله عنه) إذا ذكر الموت لا ينتفع به أياما ". انتهى. من " التذكرة " للقرطبي.
قال عبد الحق في " العاقبة ": وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذكر الموت، وأعاد القول فيه; تهويلا لأمره، وتعظيما لشأنه، ثم قال: واعلم أن كثرة ذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي.
قال الحسن: ما رأيت عاقلا قط إلا وجدته حذرا من الموت، حزينا من أجله، ثم قال: واعلم: أن طول الأمل يكسل عن العمل، ويورث التواني، ويخلد إلى الأرض ويميل إلى الهوى، وهذا امر قد شوهد بالعيان; فلا يحتاج إلى بيان، ولا يطالب صاحبه بالبرهان; كما أن قصره يبعث على العمل، ويحمل على المبادرة، ويحث على المسابقة; قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا النذير، والموت المغير، والساعة الموعد " ذكره القاضي أبو الحسن بن صخر في الفوائد. انتهى.
* (ونبلوكم) * معناه: نختبركم، وقدم * (الشر) * على لفظة * (الخير) *; لأن العرب من عادتها أن تقدم الأقل والأردى; ومنه قوله تعالى: * (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) * [فاطر: 32]. فبدأ تعالى في تقسيم أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالظالم.
و * (فتنة) * معناه: امتحانا.
وقوله تعالى: * (وإذا رآك الذين كفروا) *: كأبي جهل وغيره، " وإن " بمعنى: " ما "، وفى الكلام حذف تقديره: يقولون: أهذا الذي؟
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381