تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٩٥
منذر بن سعيد إلى أنه بمعنى: يصلين معه بصلاته، واللبوس في اللغة: هو السلاح، فمنه الدرع وغيره.
قال * ص *: و * (لبوس) * معناه: ملبوس; كالركوب بمعنى المركوب; قال الشاعر [الطويل].
- عليها أسود ضاريات لبوسهم * سوابغ بيض لا تخرقها أو النبل - * (ولسليمان الريح) * أي: وسخرنا لسليمان الريح، هذا على قراءة [النصب] وقرأت فرقة " الريح " بالرفع، ويروى أن الريح العاصفة كانت تهب على سرير سليمان الذي فيه بساطه، وقد مد حول البساط بالخشب والألواح حتى صنع سريرا يحمل جميع عسكره وأقواته، فتقله من الأرض في الهواء، ثم تتولاه الريح الرخاء بعد ذلك فتحمله إلى حيث أراد سليمان.
قال * ص *: والعصف: الشدة، والرخاء: اللين. انتهى.
وقوله تعالى: * (إلى الأرض التي باركنا فيها) * اختلف فيها، فقالت فرقة: هي الشام، وكانت مسكنة وموضع ملكه، وقد قال بعضهم: إن العاصفة هي في القفول على عادة البشر والدواب في الإسراع إلى الوطن وإن الرخاء كانت في البدأة حيث أصاب، أي: حيث يقصد; لأن ذلك وقت تأن / وتدبير وتقلب رأي، ويحتمل: أن يريد الأرض التي يسير إليها سليمان كائنة ما كانت، وذلك أنه لم يكن يسير إلى الأرض إلا أصلحها الله تعالى به، صلى الله عليه وسلم ولا بركة أعظم من هذا، والغوص: الدخول في الماء والأرض، والعمل دون ذلك البنيان وغيره من الصنائع والخدمة ونحوها، * (وكنا لهم حافظين) * قيل: معناه: من إفسادهم ما صنعوه، وقيل: غير هذا.
قلت: وقوله سبحانه: * (وأنت أرحم الراحمين) * هذا الاسم المبارك مناسب لحال أيوب عليه السلام، وقد روى أسامة بن زيد (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله تعالى ملكا موكلا بمن يقول: يا أرحم الراحمين، فمن قالها ثلاثا، قال له الملك: إن
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381